روسيا.. عودة لأفريقيا تثير سخط فرنسا

ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت القارة السمراء على أعتاب التحوّل إلى مسرح لخلاف فرنسي - روسي محتدم اندلع بعد طلب السلطة الانتقالية في مالي الدعم من مجموعة فاغنر العسكرية الروسية لقتال المتمردين، في وقت تنفي فيه موسكو أية علاقة لها بهذا الاتفاق.

وتقول السلطات في مالي، إنّ قرار فرنسا إنهاء عملية مكافحة الإرهاب «برخان» وتخليها عنها، دفعها للبحث عن شركاء آخرين لضمان أمن البلاد، فيما تشدّد باريس على أنّ باماكو تخاطر بوضع نفسها في عزلة دولية حال أبرمت عقداً مع شركة فاغنر، بينما هدّدت كل من ألمانيا وإستونيا بسحب قوات حفظ السلام التابعة لها من مالي حال جاء الروس للعمل هناك.

وتنفي موسكو بدوها اتهامات باريس لها بدعم الانقلاب العسكري في مالي، مؤكّدة أنّ عمل شركة «فاغنر» العسكرية الخاصة جاء لمساعدة السلطات في مالي على محاربة الإرهابيين، بعد قرار الإليزيه تقليص عدد الأفراد العسكريين بشكل كبير، وفشل القوات الفرنسية في التصدي للجماعات المسلحة التي ما زالت تنشط هناك.

ولم تكن نبرة وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أقل حدة تجاه موسكو، إذ قال إنه أبلغ وزيري خارجية روسيا ومالي، بأن نشر عناصر فاغنر الروسية في مالي سيصبح خطاً أحمر للاتحاد الأوروبي وسيكون له تداعياته السلبية على العلاقات مع موسكو وباماكو.

ضربة مؤلمة

ويؤكد الكاتب السياسي، أندريه بروكاييف، أن «الجمهورية الخامسة» تخسر قوتها في أفريقيا، وأن سحب قواتها من مالي جاء في أكثر اللحظات غير المناسبة وبشكل مفاجئ للغاية، ما يعطي انطباعاً بهزيمة الفرنسيين، واصفاً احتمال دخول العنصر الروسي في المستعمرات الفرنسية السابقة بأنّه ضربة مؤلمة لماكرون.

وأضاف إنه وعلى مدار سنوات عملية «بارخان» التي امتدت ما بين 2014 إلى 2021، لم يتمكن الفرنسيون من هزيمة الجماعات الإرهابية، لذلك بدأت منذ سنوات التظاهرات المؤيدة لروسيا، وخرج الناس حاملين الأعلام الروسية، مطالبين موسكو بالمجيء والمساعدة.

تدهور

بدوره، أوضح الخبير الروسي، أنّ العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، لاسيّما فرنسا، متدهورة أصلاً ومنذ زمن بعيد، وأنّ تحذيرات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من عواقب وخيمة لروسيا، لا تتعدى كونها رسائل أمريكية، سيتبعها وضع عصي في عجلات الوجود الروسي في مالي والقارة الأفريقية.

وأوضح أنّ بإمكان الفرنسيين ابتزاز مالي حال واصلت التعاون مع الروس، من خلال وقف المساعدة الاقتصادية، ومن ناحية أخرى عبر دعم المجموعات التي تعارض الحكومة الحالية في باماكو. وأضاف إنّ من السذاجة الاعتقاد بأنّ فرنسا ستقبل بسهولة خسارة مالي أو غيرها من الدول الأفريقية وتركها لروسيا.

Email