من «قبرص» إلى «أذربيجان».. هل تتجه إيران وإسرائيل لصدام مسلّح؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يلوح في الأفق تصاعد جديد في التوتّر بين إسرائيل وإيران، وهذه المرّة انطلاقاً من قبرص وأذربيجان، فوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أعلن اليوم الاثنين، إحباط عملية شنتها إيران ضد أهداف إسرائيلية في قبرص.

وكتب غانتس في «تغريدة» عبر «تويتر»: «تم إحباط عملية عدوانية أخرى شنتها إيران ضد أهداف إسرائيلية في قبرص. لا تزال إيران تشكل تحدياً عالمياً وإقليمياً وأيضاً تحدياً لإسرائيل.. سنواصل العمل لحماية مواطنينا وأمن دولة إسرائيل في كل مكان، وفي مواجهة أي تهديد»، حسبما نقلت فضائية «سكاي نيوز عربية».

اتهامات غانتس جاءت بعد بضع ساعات من تصريحات في الاتجاه نفسه أدلى بها متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، واتهم فيها إيران بمحاولة مهاجمة إسرائيليين يعيشون في قبرص.

ونفى المتحدث ماتان سيدي تقارير إعلامية عن إحباط محاولة اغتيال لها دوافع إجرامية لقطب أعمال إسرائيلي بالجزيرة، قائلاً في بيان «كانت تلك حادثة إرهابية أدارتها إيران ضد رجال أعمال إسرائيليين». وقال المتحدث في تصريحات نشرها حساب رئيس وزراء إسرائيل على «تويتر»: «خلافاً لبعض المنشورات التي صدرت، أمس، بشأن الحدث في قبرص، فأوضح نيابة عن الأجهزة الأمنية أن هذه هي عملية إرهابية تم توجيهها من قبل إيران، استهدفت رجال أعمال إسرائيليين يسكنون في قبرص». وأضاف «هذا ليس حدثاً جنائياً، ورجل الأعمال الإسرائيلي تيدي ساغي لم يكن المستهدف».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن ضبط قبرص لمواطن أذربيجاني يعرف بأنه قاتل مأجور على صلة بإيران، الاثنين الماضي، ومعه مسدس وكاتم للصوت، وكان ينوي قتل رجل الأعمال الإسرائيلي تيدي ساغا على متن طائرته الخاصة، إلى جانب رجال أعمال إسرائيليين آخرين، لكن سفارة إيران في قبرص نفت اتهامات إسرائيل، وقالت: إنها «لا أساس لها». جاء النفي من جانب السفارة في رد بالبريد الإلكتروني على «رويترز» جاء فيه أن هذه الاتهامات «لا أساس لها».

أذربيجان

هذه التطورات حدثت قبل أن تتفاعل جبهة توتّر أخرى بين إسرائيل وإيران، لكن في أذربيجان وعلى حدودها، وفقاً لرئيسها حيدر علييف. ويتحدث تقرير في قناة «روسيا اليوم» عن استعراض للقوة تقوم به إيران على حدود أذربيجان لـ«ثنيها عن التعاون مع إسرائيل».

وجاء في التقرير أن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عبّر، في تصريحات صحافية، عن ذهوله من تطور الأحداث في إيران، وقال: «يمكن لكل دولة إجراء أي مناورات عسكرية على أراضيها. هذا حقها السيادي، لكن لماذا الآن؟ ولماذا على حدودنا؟».

إيران تجري مناورات ضخمة قرب الحدود مع أذربيجان، وهي، بحسب خبراء، لم تجر مناورات عسكرية في هذه المنطقة منذ ما يقرب من 30 عاماً، ما دفع علييف للتعبير عن هذه المخاوف وإثارة التساؤلات.

وحسب «روسيا اليوم»، يبدو أن هناك صلة مباشرة بين نقل القوات الإيرانية إلى الضفة الغربية لنهر أراكس والمحادثات المتوقفة في فيينا، بشأن إحياء الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة الدولية بقيادة الولايات المتحدة. وكانت إسرائيل والولايات المتحدة أعلنتا مراراً ورسمياً أنهما لن تسمحا بظهور أسلحة دمار شامل في إيران، ولا صواريخ قادرة على إيصالها.

لذلك- حسب تقرير «روسيا اليوم»- تعد أراضي أذربيجان منصة مثالية لتوجيه مثل هذه الضربة، في حين أن القيام بذلك من إسرائيل يبدو صعبة بسبب المسافة الطويلة. 

واليوم، نفت ليلى عبد الله يوفا، المتحدثة باسم وزارة خارجية أذربيجان، ادعاءات طهران حول وجود عسكري إسرائيلي بالقرب من الحدود بين أذربيجان وإيران، واصفة هذا الادعاء بأنه «لا أساس له من الصحة». وبحسب الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأذربيجانية، قالت ليلى عبد الله يوفا، في مقابلة مع وسائل الإعلام المحلية، اليوم الاثنين 4 أكتوبر رداً على التصريحات الأخيرة لوزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان: «نحن لا نقبل الادعاءات بوجود قوات ثالثة قرب الحدود الأذربيجانية- الإيرانية، وكذلك المساعي الاستفزازية لهذه القوات، لأن هذه الادعاءات ليس لها أساس».

وفي ضوء المسألة «القبرصية» الناشئة، وفي ضوء سؤال علييف «لماذا الآن؟» يتساءل مراقبون وخبراء إن كان قد بدأ العد التنازلي لإعلان وضع إيران النووي، إذ يدور الحديث، إسرائيلياً على الأقل، عن أسابيع، وربما أيام، وبالتالي: هل تكبر كرة الثلج نحو صدام مسلّح؟

Email