روسيا «حزب الكرملين» يتصدر نتائج الانتخابات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

جدد حزب «روسيا الموحدة»، تزعّمه المشهد السياسي في البلاد، بعد إعلان لجنة الانتخابات المركزية فرز 90 % من أصوات الناخبين لانتخابات البرلمان (الدوما)، وفوز مرشحي حزب روسيا الموحدة (الحاكم) بالأغلبية الساحقة من الدوائر الانتخابية، بحصولهم على 48.46 في المئة من الأصوات.

وحل الحزب الشيوعي بالمرتبة الثانية، معزّزاً حضوره قياساً بالانتخابات السابقة، بحصوله على 20.30 % من الأصوات، أي أكثر من مرة ونصف المرة في انتخابات عام 2016.

والذي يبدو أنه استفاد من استراتيجية المعارض المعتقل ألكسي نافالني، الذي دعا أنصاره إلى «التصويت الذكي» لدعم مرشحين، هم في الغالب من الشيوعيين، كونهم برأيه الأوفر حظاً لمقارعة مرشحي الحزب الحاكم.

وجاء بعد «الشيوعي» في قائمة الناجحين، أحزاب الليبرالي الديمقراطي، و«روسيا العادلة من أجل الحقيقة»، و«الشعب الجديد». ولأول مرة منذ عام 1999، دخلت أكثر من أربع قوى سياسية إلى «الدوما»، على قوائم حزبية.

ويبلغ عدد أعضاء المجلس 450 نائباً، ويتطلب دخوله تجاوز الأحزاب المشاركة في الانتخابات عتبة الـ 5 % من أصوات الناخبين.

دماء جديدة

وفي تفسيره لنجاح حزب الرئيس فلاديمير بوتين، أوضح قسطنطين كوستين رئيس صندوق تنمية المجتمع المدني، أن الحملة الانتخابية ركزت على مصطلحي التجديد والتعبئة، عبر ضخ «دماء جديدة» في تشكيلة البرلمان المقبل.

وهو ما انطبق بشكل أساسي على «روسيا الموحدة»، الذي كان أداؤه أفضل مما توقعه الجميع، وتجاوب مع مطالب التحديث، فأدرجت 50 % من السياسيين الجدد في قوائمه الانتخابية، وأتقن أسلوب التعبئة، بحيث ركّز على حشد مؤيديه، أكثر مما على إهدار الوقت على «الناخبين الظرفيين»، في ظروف الرفاهية الاجتماعية المتدنية، و«النظرة السلبية للمستقبل».

لكن المحلل السياسي دينيس شيرياييف، وصف الحملة الانتخابية بـ «المملة والهادئة»، مضيفاً أن الأحزاب تنافست في ما بينها، بإعطاء الوعود الشعبوية، في غياب شبه تام لصراع سياسي محتدم، وللانتقادات اللاذعة بين المرشحين، مختصراً الحملات الانتخابية بعبارة «يا رفاق، لنعش سوياً»، المستقاة من تسمية أكثر برامج الأطفال شهرة في روسيا.

وبينما اعتبر أن المشاركة في التصويت، تعكس اهتمام المواطنين بالمستقبل السياسي للبلاد، إلا أن عامل التصويت الإلكتروني عن بعد، أثر بشكل واضح في الإقبال.

وتابع أنه لا يسع المرء إلا أن يتحدث عن انتهاكات، طالما يتم إجراء الانتخابات، كمشكلة أبدية غير قابلة للحل، تتمثل في العامل البشري للعاملين غير المؤهلين في مراكز الاقتراع ولجان الانتخابات، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن أشخاصاً ينشرون معلومات غير مؤكدة، حول انتهاكات مزعومة.

تدخّل

ولم تخلُ أجواء التصويت من إشارات واضحة لمحاولات قوى خارجية في التدخل والتأثير في سير عملية الانتخابات.

وأعدت لجنة مجلس الدوما، تقارير تدعو المدعي للتحقيق في وقائع تدخّل «جهات أجنبية»، في الشؤون الداخلية لروسيا خلال الانتخابات الأخيرة، عبر حملة وصفت بـ «المنظمة» لنشر النصائح، وفرض تفضيلات معينة على الناخبين الروس أثناء التصويت، واعتبار نحو 20 منظمة غير حكومية كغير مرغوب بها على الأراضي الروسية.

كما وجهت اتهامات مباشرة إلى مواقع «فيسبوك» و«تويتر» و«غوغل»، بنشر أخبار تضليلية، وبعدم الامتثال لأوامر الجهات المختصة، وتجاهل متطلبات التشريعات الروسية، لإزالة محتويات محظورة، نشرت خلال الحملة الانتخابية.

Email