الكوريتان تتبادلان إطلاق الصواريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلقت كل من كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية أمس الأربعاء صواريخ في ما ينذر بسباق تسلح بين الدولتين اللتين لا تزالان عمليا في حالة حرب.

و"دانت" الولايات المتحدة إطلاق كوريا الشمالية صاروخين بالستيين، معتبرة أن العملية تشكل "انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي ... وتهديدا لجيران" كوريا الشمالية، لكنها أكدت مجددا دعوتها إلى "الحوار".

كما دعا مجلس الأمن الدولي مساء الأربعاء لعقد اجتماع طارئ حول التطوّرات الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.

وقال أحد المصادر لوكالة فرانس برس إن "فرنسا وأستونيا طلبتا" عقد الاجتماع. وأوضحت المصادر أن الاجتماع سيكون مغلقا وغير رسمي.

ونفذّت كوريا الجنوبية بنجاح تجربة إطلاق صاروخ بالستي من غواصة لتصبح بذلك الدولة السابعة في العالم التي تملك هذه التكنولوجيا المتقدمة.

وجرت التجربة التي أشرف عليها الرئيس مون جاي-إن بعد ساعات من إطلاق كوريا الشمالية صاروخين بالستيين باتجاه البحر، وفقا للجيش الكوري الجنوبي، فيما يجري وزير الخارجية الصيني زيارة لسيئول.

وتعتبر هذه الخطوة تقدما استراتيجيا لكوريا الجنوبية التي عززت قدراتها العسكرية في سعيها إلى مواجهة التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية الخاضعة لعقوبات دولية بسبب أسلحتها النووية وبرامجها للصواريخ البالستية.

وقال جون ديلوري الأستاذ في جامعة "يونسي" لوكالة فرانس برس "انه توقيت غير عادي أن تجري الكوريتان تجارب صواريخ بالستية في اليوم نفسه".

وأضاف "هذا يشير إلى حقيقة أن هناك سباق تسلح في هذه المنطقة يجب على الجميع إيلاء الانتباه إليه".

وأطلق صاروخ تحت الماء من الغواصة آهن تشانغ-هو التي دخلت الخدمة أخيرا، وعبر المسافة المخطط لها قبل أن يصل إلى هدفه، وفق الرئاسة الكورية الجنوبية.

وكل البلدان التي لديها صواريخ بالستية تطلق من غواصات تمتلك أسلحة نووية.

وقال مون إنه بلاده تمتلك الآن "ردعا كافيا للرد على استفزازات كوريا الشمالية في أي وقت"، داعيا كوريا الجنوبية إلى مواصلة تطوير برامج أسلحتها "من اجل التغلب على قوة كوريا الشمالية غير المتكافئة".

وردت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على الفور متهمة الرئيس الكوري الجنوبي بـ"الافتراء"، بحسب وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية.

ودانت كيم، المستشارة الرئيسية لشقيقها، "الموقف غير المنطقي لسيئول الذي يصف سلوكها المماثل بأنه إجراء مشروع لدعم السلام، وسلوكنا على أنه تهديد للسلام".

وأمس، قالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية في بيان إن كوريا الشمالية أطلقت "صاروخين بالستيين قصيري المدى" من مقاطعة بيونغان الجنوبية باتجاه البحر قبالة ساحلها الشرقي.

وأضافت أن الصاروخين عبرا مسافة طولها حوالى 800 كيلومتر على ارتفاع أقصى بلغ حوالى 60 كيلومترا.

وقال وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي إن الصاروخين سقطا في مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.

وهي ثاني عملية أطلاق صواريخ تقوم بها بيونغ يانغ في أقل من أسبوع، بحسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية التي أعلنت الاثنين عن تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ طويل المدى من طراز "كروز" خلال نهاية الأسبوع الماضي متحدثة عن "أسلحة استراتيجية ذات أهمية كبرى".

وجاءت عمليتا الإطلاق بعد وقت قصير من عقد وزير الخارجية الصيني وانغ يي محادثات في سيئول مع نظيره الكوري الجنوبي والرئيس مون.

وفي حديث له قبل الإعلان عن عمليتي الإطلاق، أعرب وانغ عن أمله في أن تساعد كل الدول في "عملية السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية"، وفق وكالة يونهاب للأنباء.

وتابع "على سبيل المثال، ليس الشمال فقط، بل هناك دول أخرى أيضا منخرطة في نشاطات عسكرية".

إشارة لبكين

قال محللون إن التوقيت كان إشارة لا لبس فيها لبكين، الحليف الدبلوماسي والشريك التجاري الرئيسي لكوريا الشمالية رغم أن علاقتهما يسودها التوتر أحيانا.

ولم يزر كيم الصين إلا بعد أكثر من ست سنوات على توليه السلطة خلفا لوالده كيم جونغ أيل أواخر 2011، لكنه بعد ذلك التقى الرئيس الصيني شي جينبيغ مرات عدة، وتعتبر بكين موريا الشمالية جزءا من مجال نفوذها.

وقال يانغ مو-جين الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيئول إن عملية الإطلاق الأربعاء "أشبه برسالة غير مباشرة من كوريا الشمالية وحتى طلبا إلى بكين لمعالجة مسألة شبه الجزيرة الكورية باعتبارها قضية ذات أولوية".

والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية حليفتان في معاهدة يتمركز بموجبها نحو 28,500 جندي أميركي في الجنوب للدفاع عنها ضد جارتها التي غزتها عام 1950.

وتقول كوريا الشمالية الفقيرة إنها في حاجة إلى ترسانتها النووية لردع أي غزو أمريكي، وأحرزت برامج أسلحتها تقدما سريعا في عهد كيم، غير إنها لم تجر أية تجربة نووية أو عملية إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات منذ 2017.

لكنها أصبحت أكثر عزلة من أي وقت مضى بعدما أغلقت حدودها أوائل العام الماضي لحماية نفسها من جائحة كوفيد-19.

والمحادثات النووية مع الولايات المتحدة متوقفة منذ انهيار قمة 2019 في هانوي بين كيم جونغ أون والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بسبب ملف العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية.

وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى كوريا الشمالية سونغ كيم اقترح الاثنين في سيول عقد لقاء مع ممثلين لبيونغ يانغ "في أي مكان وأي وقت بدون شروط مسبقة".

كلمات دالة:
  • كوريا الشمالية،
  • الصين،
  • كيم جونغ أون،
  • الولايات المتحدة،
  • صواريخ،
  • كوريا الجنوبية
Email