أفغانستان.. مليار دولار تبرعات المانحين وواشنطن تطلب ضمانات لتوفير المساعدات

ت + ت - الحجم الطبيعي

جمع مؤتمر المانحين لدعم أفغانستان أكثر من مليار دولار، وفيما شدّدت الأمم المتحدة على ضرورة التواصل مع طالبان لتسهيل نقل المساعدات وتوزيعها، طالبت واشنطن الحركة بتوفير ضمانات مكتوبة مقابل توفير المساعدات الإنسانية.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن مؤتمر المانحين لدعم أفغانستان تمكن من جمع تبرعات بأكثر من مليار دولار، مشيراً إلى أنّ المؤتمر لبى بشكل كامل التوقعات المتعلقة بالتضامن مع الشعب الأفغاني.

واعتبر غوتيريش أنّ من المهم جداً أن تتواصل المنظمة الدولية مع حركة طالبان لتسهيل نقل المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان وتوزيعها، مضيفاً: «يستحيل توفير المساعدة الإنسانية في أفغانستان من دون التواصل مع حركة طالبان، أرى أنه من المهم جداً التواصل مع طالبان في هذه المرحلة على صعيد كل الجوانب التي تثير قلق الأسرة الدولية سواء أكان الإرهاب أو حقوق الإنسان أو المخدرات أو طبيعة الحكومة، نحن حريصون على أن تشكل المساعدة الإنسانية رافعة للحصول على تعهد فعلي من حركة طالبان على صعيد كل الجوانب الأخرى التي تشغل المجتمع الدولي مثل حقوق الإنسان، إذا أردنا أن نشهد تطوراً لحقوق الإنسان للشعب الأفغاني، يبقى الحل الأفضل هو المضي قدماً بالمساعدة الإنسانية وإقامة حوار مع طالبان واستغلال هذه المساعدة الإنسانية من أجل الدفع باتجاه تطبيق هذه الحقوق، المساعدات الإنسانية لن تحل المشكلة في حال انهار الاقتصاد الأفغاني. نعرف أن الخطر كبير».

بدورها، طلبت الولايات المتحدة الأمريكية، من حركة طالبان تقديم ضمانات مكتوبة في مقابل توفير مساعدات إنسانية لأفغانستان.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس، في مؤتمر المانحين لدعم أفغانستان في جنيف: «الكلمات لم تعد كافية، علينا رؤية أفعال»، مؤكدة أن حقوق منظمات الإغاثة والنساء والأقليات معرضة للخطر.

وأضافت توماس أن وكالات الإغاثة الإنسانية لا تستطيع القيام بعملها ما لم تف طالبان بهذه الالتزامات الأساسية والمبادئ الإنسانية.

وأعلنت توماس عن تقديم الولايات المتحدة مساعدات لأفغانستان بقيمة 64 مليون دولار.

في السياق، قالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، إن العديد من الأفغان لا يزالون يفرون من منازلهم رغم تراجع العنف منذ استيلاء طالبان على السلطة، وإن عدد من يعبرون الحدود البرية زاد أيضاً.

وقال أنطونيو فيتورينو المدير العام للمنظمة: «أطلقنا الأسبوع الماضي تحقيقاً سريعاً في تحركات السكان، وعلى الرغم من حقيقة تراجع الصراع، ما زلنا نسجل مستويات مرتفعة من النزوح صوب المناطق الخضرية كتبعات لتدهور الوضع في البيئة الريفية».

إلى ذلك، حضت حركة طالبان، المجتمع الدولي على التعاون معها من أجل مساعدة المواطنين الأفغان. وقال الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد: «على المجتمع التعاون معنا، تم الحفاظ على الأمن في البلاد، والمواطنون يواجهون أزمة اقتصادية، الطعام شحيح والأدوية نادرة».

وتعهّد مجاهد العمل بصورة شفافة عندما يتعلق الأمر باستخدام المساعدات وضمان توزيعها بصورة أمنة، مضيفاً: «نحن نؤيد زيادة المساعدات الدولية لشعبنا ودولتنا ونرحب بها».

في الأثناء، استقبل مطار كابول، اليوم، طائرة مدنية باكستانية في أول رحلة تجارية أجنبية منذ سيطرة حركة طالبان على كابول.

وحطّت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الباكستانية حاملة على متنها نحو عشرة مسافرين، ثم أقلعت بعد ساعة ونصف تقريباً وعلى متنها حوالي 70 مسافراً معظمهم أفغان بينهم موظفو مؤسسات أجنبية مثل البنك الدولي.

Email