أفغان يقايضون الغذاء والحرية بالمقتنيات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمتلئ أسواق السلع المستعملة في كابول بمقتنيات باعها أفغان بأسعار زهيدة في محاولة يائسة لتمويل رحلاتهم هرباً من حكم طالبان أو بكل بساطة لتأمين الغذاء، تتكدّس أطباق وزجاجات وأدوات المطبخ على طاولات في أسواق أقيمت في الهواء الطلق، إلى جانب أجهزة تلفاز من التسعينات وماكينات سنغر للحياكة، فيما وضعت سجادات ملفوفة على أرائك وأسرّة مستعملة.

وقال محمد إحسان، الذي يعيش في منطقة على سفوح كابول، وهو يحمل بطانيتين للبيع: «ليس لدينا أي شيء نأكله، فنحن فقراء ومضطرون لبيع هذه المقتنيات».

وذكر إحسان أنه عامل سابق لكن تم إلغاء مشاريع البناء أو تأجيلها، مضيفاً: «الأثرياء كانوا في كابول ولكن هرب الجميع الآن». ويعتبر إحسان واحداً من العديد من الأفغان الذين يأتون إلى أسواق السلع المستعملة لبيع ما يمكنهم مباشرة للمشترين، وهم يحملون ممتلكاتهم على ظهورهم أو يجرونها على عربات صدئة.

وبعد أن عاصر تغييراً بعد تغيير في أفغانستان، يقول إحسان إنه لا يثق بحديث طالبان عن السلام والازدهار، قائلاً: «لا يمكنك تصديق أي منهم».

داخل البازار، يعمل الناس على إصلاح الأدوات الكهربائية مثل أجهزة التسجيل والمراوح والغسالات قبل بيعها. ويبيع مراهقون عصير الجزر أو الرمان في أكشاك متنقلة، بينما يتنقل آخرون بين الحشود بالموز والبطاطا والبيض في عربات يدوية.

ويقول أصحاب المتاجر الذين يشترون ويبيعون البضائع المستعملة، إنه لم يسبق لهم أن انشغلوا إلى هذا الحد.

وقال مصطفى، متحدثاً من حاوية شحن حولها إلى متجر، إن العديد من الأشخاص الذين اشترى منهم كانوا في طريقهم إلى الحدود على أمل مغادرة البلاد.

وأضاف: «في الماضي كنا نشتري أشياء من عائلة أو عائلتين في الأسبوع، الآن إذا كان لديك متجر كبير يمكنك شراء حاجيات 30 أسرة دفعة واحدة، الناس عاجزون وفقراء، يبيعون أغراضهم التي تبلغ قيمتها ستة آلاف دولار بنحو ألفي دولار».

وذكر مصطفى، الذي أكد أنه لا ينوي المغادرة، أن المشترين هم في الغالب ممن فروا من المقاطعات الريفية بحثاً عن الأمان في العاصمة عندما شنت طالبان هجومها.

وكشف بائع خردوات آخر، طلب عدم نشر اسمه خوفاً على سلامته، أنه أقام كشكه في الأسابيع الأخيرة فقط، قائلاً: «كنت مدرِباً في الجيش لمدة 13 عاماً، أعيش في خوف من طالبان نتيجة لذلك، لسوء الحظ، انقلب مجتمعنا رأساً على عقب، لذلك اضطررنا إلى القيام بأشياء أخرى، أصبحت بائع خردوات لم يكن لدينا خيار آخر».

Email