تقارير « البيان»

«حمام بارد» للغرب.. موسكو ومينسك تقرران التكامل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لأكثر من أربع ساعات، تواصل اللقاء التاريخي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والبيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، والذي توج بإعلان الاتفاق على معايير التكامل (الاتحاد) الاقتصادي بين البلدين، متضمنة 28 خارطة طريق، نحو تشكيل الدولة الاتحادية.

ومن أبرز الملفات التي تم التوافق عليها: الغاز، والتحول إلى سياسة الاقتصاد والسياسة الصناعية الموحدة، والوصول المشترك إلى المشتريات الحكومية، واتفاقيات حول تكامل أنظمة الدفع، وتعميق التعاون في أمن المعلومات والجمارك والضرائب والطاقة، ومجالات أخرى، إضافة لتوحيد أسواق النفط والغاز والكهرباء.

كما تم الإعلان عن أن الأمر لا يقتصر فقط على الوحدة الاقتصادية، بل بتشكيل فضاء دفاعي واحد. وفيما وصف لوكاشينكو حواره مع بوتين بالمنفتح والبنّاء، لم يتردد الأخير مع ذلك، بوصف شريكه البلاروسي بالمفاوض الصعب.

وفقاً لبوتين، سيتم النظر في هذه البرامج على مستوى حكومتي البلدين، قبل أن يتم تقديمها إلى اجتماع المجلس الأعلى لدولة الاتحاد - المقرر عقده قبل نهاية هذا العام، متوقّعاً في الوقت نفسه، تشكيل برلمان موحد لكلا البلدين.

100 زيارة

وعلى مدار العشرين عاماً الماضية، زار لوكاشينكو روسيا أكثر من 100 مرة. ويلفت المحلل السياسي ديمتري بولكونيتس، الانتباه إلى أن زيارات الزعيم البيلاروسي، كانت تنتهى بالحصول على دعم الكرملين لاقتصاد بلاده، ومساعدته في التصدي للعقوبات الغربية. لكنه يشير إلى أن هذا الاتفاق، لا يقل أهمية بالنسبة لبوتين، على ضوء قرب إجراء انتخابات مجلس الدوما (البرلمان)، قريباً في روسيا، والتي يرى أن الكرملين يريد أن يثبت للناخبين المحليين، أن هناك حليفاً موثوقاً به، يتمثل بالزعيم البيلاروسي.

وأوضح أن تنسيق البرامج الثنائية والاتفاقيات الخاصة بالغاز، والاتفاقيات المهمة الأخرى، هي أفضل رد على من لا يزال يأمل أن تؤدي سياسة العقوبات والضغوط إلى إجبار روسيا وبيلاروسيا على الركوع. وتابع أن اتحاد بيلاروسيا وروسيا، سيعزز من سيادتهما، ويجعلهما أكثر قوة، مع انهيار العالم أحادي القطب، الذي انهار في سوريا، ويواصل انهياره في أفغانستان، مشيراً إلى أن سياسة الغرب بتغيير أنظمة حكم في أوروبا، انهارت أمام بوابتي موسكو ومينسك. بدوره، أشار الباحث في العلاقات الروسية- البيلاروسية، ألكسي دزيرمانت، إلى أن الواقع الجيوسياسي الحالي، اختلف تماماً، مع فشل سياسة العقوبات والضغوطات ضد كل من موسكو ومينسك، متوقعاً حصول انقلاب في مواقف الاتحاد الأوروبي، بعد اتفاق بوتين – لوكاشنكو، لجهة التفاوض والاتفاق معهما، تجنباً لمزيد من الخسائر الجيوسياسية.

«حمام بارد»

كما وصف الاتفاق الروسي- البيلاروسي، بـ «الحمام البارد» للدول الغربية، والتي أدت مساعيها لإطاحة السلطة في بيلاروسيا، إلى مزيد من التقارب بين موسكو ومينسك، متابعاً أن الكرملين يدرك أن لوكاشينكو رقم صعب في المعادلة البيلاروسية، ويمسك بزمام الأمور في البلاد، ويشكل ضمانة لمراعاة المصالح الروسية، وأن إنشاء الاتحاد هو أفضل وسيلة للتوفيق بين هذه المصالح، وتحقيقها بين البلدين.

Email