ذيول «آيدا» تغرق نيويورك وتنشر الفوضى

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجح الإعصار «آيدا» في تحويل شمال شرق الولايات المتحدة إلى «حدث تاريخي»، وفق تعبير عمدة سابق لنيويورك.

أمطار غزيرة هطلت الليلة قبل الماضية ، مع مرور ذيول «آيدا» الذي زرع الفوضى في تلك المناطق، وتسبب بإلغاء رحلات جوية وإعلان حالة الطوارئ في مناطق عدة، وارتفعت حصيلة ضحايا الإعصار منذ الأحد الماضي إلى 17 قتيلاً على الأقل، في حين لا تزال تجمعات سكنية في أنحاء لويزيانا تقيّم الدمار الذي خلّفه الإعصار. 

وتحوّلت الشوارع إلى أنهار في بعض الأماكن بنيويورك، العاصمة الاقتصادية والثقافية للولايات المتحدة، بينما غمرت المياه محطات المترو الذي توقف عن الخدمة، حسب هيئة النقل «ميتروبوليتان ترانسبورتيشن أوثوريتي» التي تدير وسائل النقل العام في نيويورك.

وسجلت خدمة الأرصاد الجوية الأمريكية رقماً قياسياً مطلقاً مع تساقط 80 ملم من الأمطار في ساعة واحدة في سنترال بارك. وأعلنت حاكمة نيويورك كاثي هوشول أمس، حالة الطوارئ في الولاية «لمساعدة سكان نيويورك المتضررين من العاصفة»، بعد تشكّل سيول «كبيرة» في المناطق المجاورة للمدينة. وتشمل هذه الإجراءات نحو عشرين مليون شخص.

حدث تاريخي

وتحدث رئيس بلدية نيويورك السابق بيل دي بلاسيو عن «حدث تاريخي في الأحوال الجوية» عبر إعلان «حالة الطوارئ» في العاصمة الاقتصادية والثقافية للبلاد التي تواجه انتشار وباء كورونا. وألغيت مئات الرحلات الجوية في مطارات نيوآرك ولاغوارديا وجون كينيدي في نيويورك. وأظهر مقطع فيديو مطار نيوآرك غارقاً في المياه.

كما أعلنت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية حالة طوارئ بسبب السيول لأول مرة في نيويورك. وتُبذل الجهود لإعادة تشغيل شبكة المواصلات التي تخدم ملايين السكان في المنطقة.

وحضت كاثي هوكول، حاكمة ولاية نيويورك، السكان على البقاء في منازلهم وعدم الذهاب لأعمالهم، وطالبتهم بالصبر «لإعطاء بعض الوقت لاستكمال إصلاح قطارات المترو» بعد توقف الخدمة في أغلب الأماكن، مما أدى لتقطع السبل بأعداد كبيرة من الركاب. وقالت لشبكة (سي.إن.إن): «هذا حدث يستحق التسجيل في كتب الأرقام القياسية».

تقييم الأضرار

ولا تزال تجمعات سكنية في أنحاء ولاية لويزيانا جنوبي الولايات المتحدة تقيّم الدمار الذي خلفه الإعصار آيدا، بينما لم تنحسر مياه الفيضانات بعد في أماكن عديدة بعد أربعة أيام من تسبب الإعصار في انقطاع الكهرباء عن مليون منزل وشركة.

واجتاح الإعصار، وهو من الفئة الرابعة، اليابسة في منطقة من جزر الحواجز والأراضي المنخفضة المليئة بالمستنقعات حيث تقع بلدات صغيرة عديدة يصعب الوصول إليها حتى قبل غلق الطرق بسبب سقوط الأشجار وخطوط الكهرباء والحطام جراء الإعصار الذي صاحبته رياح عاتية وصلت سرعتها إلى 276 كيلومتراً في الساعة. وقال جون بل إدواردز، حاكم لويزيانا، إن حوالي 600 ألف شخص ليست لديهم مياه.

وسوّى الإعصار آيدا بلدة غراند آيل بالأرض، وهي بلدة يقطنها 740 شخصاً، قال مسؤولون إن جميع مبانيها تعرضت لأضرار ودُمر نحو 40 % منها، وغطت الجزيرة رمالٌ بارتفاع متر، ما جعلها غير قابلة للسكن.

Email