فوضى حول مطار كابول.. حشود وإطلاق نار

ت + ت - الحجم الطبيعي

حاصر آلاف من المواطنين الأفغان، مداخل مطار العاصمة كابول، شريان الحياة الرئيس لهم، وللأجانب الذين يحاولون الفرار من البلاد. وقال شاهد عيان، إنه يتم إطلاق الرصاص بشكل شبه مستمر، خارج مجمع المطار المدجج بالسلاح، مشيراً إلى أنّه سيتم إغلاق بوابة المدخل الشمالي للمطار، لمدة يومين. وقال شاهد عيان آخر، إن المحتشدين خارج المطار، ينتمون إلى جميع الأطياف، وبينهم ممثلون وشخصيات إعلامية تليفزيونية، وشباب ونساء يحملن أطفالاً حديثي الولادة، وأشخاص معاقون على كراسي متحركة، ضمن آخرين.

وأصدرت هيئة الطيران المدني الأفغانية بياناً، تطلّب من الأشخاص عدم التوجه إلى المطار. وقالت في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «لا يوجد طائرات مدنية وتجارية في مطار حامد كرزاي الدولي». كما دعت السفارة الأمريكية، المواطنين الأمريكيين، إلى تجنب المطار، إلا إذا أخبرهم مسؤول حكومي أمريكي بغير ذلك، بسبب التهديدات الأمنية المحتملة خارج البوابات.

وانضمت لوكسمبورغ لجهود الإجلاء، حيث إن الطائرة العسكرية الوحيدة التابعة للبلاد، تنتظر طائرة بلجيكية تجلي أشخاصاً من أفغانستان، في المطار الواقع في إسلام أباد. وقالت وزارة الدفاع، إن من المتوقع أن تنقل الطائرة العسكرية طراز «إيه 400 إم»، ستة من مواطني لوكسمبورغ وأوروبيين آخرين، إلى المطار العسكري في بروكسل.

كما أرجأت سويسرا رحلة طيران كانت مقررة إلى أوزبكستان، بهدف المساعدة في جهود الإجلاء من أفغانستان. وبررت الخارجية السويسرية القرار، بما أسمته، تدهور الوضع الأمني ​​على الأرض، ما يعيق الوصول إلى مطار كابل، مؤكدة وجود عدد كبير من الأشخاص أمام المطار، وسط مواجهات متقطعة في محيطه. وكشفت سويسرا، عن أنّ ألمانيا ألغت أيضاً رحلات الإجلاء التي كانت مقررة، في حين تواجه دول أخرى صعوبات في إجلاء مواطنيها وموظفيها الأفغان.

إلى ذلك، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين، إجراء محادثات مع الحكام الجدد في كابول، مشدّدة على أنّ المفاوضات مع طالبان، لا تعني بأي حال من الأحوال، الاعتراف بالحكومة الجديدة في أفغانستان، وأنّ المفاوضات تدور بالدرجة الأولى، حول تسهيل عمليات الإجلاء. وحضّت دير لاين، كل الدول، وفي مقدمها الدول الأوروبية، على استقبال قسم من اللاجئين الأفغان الذين تم إجلاؤهم من كابول، مؤكدة أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي ستقوم بذلك، ستتلقى دعماً مالياً من أوروبا.

في الأثناء، منع مسلحو طالبان، الموظفين الرسميين في كابول، من العودة إلى مكاتبهم الحكومية، في يوم العمل الأول من الأسبوع. وقال حمد الله، وهو موظف حكومي: «ذهبت إلى المكتب هذا الصباح، لكنّ مسلحين من طالبان، كانوا عند البوابة، قالوا لنا إنهم لم يتلقوا أي أوامر بإعادة فتح مكاتب حكومية، قالوا لنا أن نشاهد التلفزيون، أو نستمع إلى الراديو، لمعرفة موعد استئناف العمل». وظلّت الطرق المؤدية لوزارة الخارجية في وسط كابول مغلقة. وقال موظّف في الوزارة، اشترط عدم كشف هويته: «هم لا يسمحون لأي شخص بدخول مبنى الوزارة، حتى إن أحدهم قال لي أن أنتظر حتى يعيَّن وزير ومديرون جدد». وقال موظف آخر في بلدية كابول، إنه يشعر بخيبة أمل، لأن طالبان لم تُعِد فتح مكاتب البلدية. في السياق، قال مسؤول في حركة طالبان، مسلّحو الحركة لم يخطفوا أي أجنبي، لكن بعض الأجانب يخضعون للاستجواب قبل السماح لهم بمغادرة أفغانستان. وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه: «سيواصل مقاتلونا التحلي بضبط النفس».

Email