تقارير « البيان»

هل تتدخل روسيا عسكرياً في أفغانستان؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصل حركة طالبان بسط سيطرتها على المدن الأفغانية، إذ أصبحت تسيطر على معظم مناطق البلاد وبينها العاصمة كابول. وفيما تراقب البعثة الدبلوماسية الروسية في كابول، التطورات عن كثب، تنفي في المقابل إمكانية إجلاء دبلوماسييها، حتى مع دخول عناصر طالبان العاصمة، خلافاً لإجراءات واشنطن مع طاقمها الدبلوماسي.

ولم يخفي المسؤولون الروس القلق من عجز القوات الحكومية الأفغانية في المعارك مع طالبان، لاسيّما في ظل عدم وجود مواجهات أصلاً، بعد أن أفسحت الطريق أمام عناصر طالبان لتعزيز مواقفها في الميدان العسكري، وفي المشهد السياسي العام في البلاد.

تدخل.. ولكن

النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما الروسية، فلاديمير غاباروف، كان واضحاً في حديثه عن حدود التدخل العسكري الروسي، رداً على التطورات في أفغانستان، لافتاً إلى أن موسكو تمتلك القدرات الكافية لوقف أية تهديدات أو عدوان محتمل لـ «طالبان» ضد طاجيكستان ودول آسيا الوسطى الأخرى، لكن من دون الدخول في الأراضي الأفغانية.

ويعزو مدير مركز دراسات آسيا الوسطى وأفغانسنان أندريه كازانتسيف، إحجام روسيا عن إرسال قوات إلى أفغانستان، إلى «الجرح» الذي خلفته الحقبة السوفييتية، وعدم تقبل الرأي العام الروسي للفكرة، لا سيما في ضوء قرب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية الروسية في سبتمبر المقبل.

عمود فقري

في المقابل، يؤكد كازانتسيف، أن موسكو تريد تفادي زعزعة الاستقرار في دول آسيا الوسطى، وتقديم المساعدة لها للحد من تدفق اللاجئين الأفغان. وهنا، يتابع كازانتسيف القول إنه يمكن لموسكو استخدام القاعدة العسكرية 201 في طاجيكستان وقاعدتها الجوية في قيرغيزستان، وهي تقوم الآن فعلياً بتدريب الأفراد العسكريين في القوات المسلّحة لأوزبكستان.

ويختم بأن روسيا هي العمود الفقري لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وفي حالة وقوع هجوم على أحد أعضاء هذا التحالف، فإن موسكو ملزمة بتزويده بالدعم العسكري. ومن ناحية أخرى، كلما زادت صعوبة التنبؤ بالوضع في أفغانستان، زادت الحاجة في آسيا الوسطى إلى روسيا كدولة ضامنة للأمن، وبالتالي سيسمح هذا للكرملين باستعادة نفوذه في المنطقة، والذي شهد تراجعاً في السنوات الأخيرة.

Email