طالبان في كابول.. سفارات في المطار وقلق على مستقبل أفغانستان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسارع إيقاع التطوّرات في أفغانستان بدخول مسلحي حركة طالبان للعاصمة كابول، الأمر الذي أدى إلى مغادرة الرئيس أشرف غني، فيما نقلت عدد من الدول، على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى، سفاراتها إلى المطار، لحماية دبلوماسييها، في ظل قلق دولي على مستقبل البلاد.

وأعلنت حركة طالبان أنها دخلت أحياء عدة في كابول، فيما أشارت مصادر إلى أنها سيطرت على القصر الرئاسي، بعد ساعات على مغادرة الرئيس أشرف غني البلاد.

وقال عبد الله عبد الله نائب الرئيس السابق، أشرف غني غادر البلاد. وأضاف في مقطع مصور نشره عبر «فيسبوك»: «الرئيس الأفغاني السابق غادر البلاد، تاركاً الشعب في هذا الوضع، نترك الحكم لله والشعب».

بدوره، أكّد وزير الداخلية الأفغاني، عبد الستار ميرزا كوال، أنّ انتقالاً سلمياً للسلطة إلى حكومة انتقالية سيجري.

إلى ذلك، قال مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية، إنّ الولايات المتحدة، اتخذت خطوات لحماية أفرادها المتبقين وحلفائها في أفغانستان.

وذكرت وكالة بلومبرغ، أن وزيري الخارجية، أنتوني بلينكن، والدفاع لويد أوستن، خلال إحاطة لنواب من الحزبين بمجلس النواب الأمريكي، تعرضا لانتقادات وأسئلة تحقيق من النواب.

وقال بلينكن، إن الولايات المتحدة تضع أولويات لجماعات الأفراد، بما في ذلك الرعايا الأمريكيون، والعاملون المحليون، والأفغان ممن يحمل تأشيرات خاصة، مشيراً إلى أنّ إجلاء العاملين بالسفارة الأمريكية في كابول، هو المهمة الأولى.

وأضاف بلينكن: «لاحظنا أن القوات لم تكن قادرة على الدفاع عن البلاد، وأن ذلك حدث بشكل أسرع مما كنا نتوقع»، مشيراً إلى أنّ واشنطن تفاجأت من تطورات الأحداث في أفغانستان.

وقال أوستن للنواب، إن الوضع الأمني تدهور بشكل سريع، مع تحقيق مكاسب سريعة للغاية من جانب طالبان.

كما شدّد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، لأعضاء في مجلس الشيوخ، على أنّ التقييم السابق بشأن مدى سرعة إعادة تشكيل جماعات إرهابية في أفغانستان، سيتسارع على الأرجح، بسبب ما يحدث هناك الآن.

بدورها، قالت السفارة الأمريكية في كابول، إنّ الوضع الأمني في كابول، يتغير بسرعة، بما في ذلك عند المطار، الذي ترد منه تقارير عن دوي أعيرة نارية.

وأضافت: «هناك تقارير تفيد بأن المطار يتعرض لإطلاق نار، ولذلك، نحن نأمر المواطنين الأمريكيين بالاختباء في أماكنهم».

في السياق، أعلن الاتحاد الأوروبي، أنّ وصول طالبان إلى كابول، يجعل حماية موظفيه الأفغان من أي أعمال انتقامية، أمراً أكثر إلحاحاً.

وقال ناطق باسم الاتحاد: «الوضع طارئ جداً، نتعامل معه بجدية كبيرة، ونواصل العمل معاً، مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لبلورة حلول سريعة، نحن على اتصال وثيق بالدول الأعضاء، لتأمين أكبر قدر من الفرص، ليتمكن موظفونا المحليون من الانتقال إلى مكان آمن».

وأضاف الناطق باسم وزير خارجية الاتحاد، جوزيب بوريل: «ندرك أن هناك مفاوضات قائمة حول نظام انتقالي، وسنتعامل مع هذا الأمر وفق النتائج»، مؤكداً وجوب تجنب مزيد من المجازر والضحايا.

وحضّ رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة، على عقد اجتماعين على مستوى عالٍ بشأن أفغانستان، بأسرع ما يمكن.

وقال جونسون، إنّه لا ينبغي لأحد الاعتراف المتبادل بحكومة في أفغانستان من صنع طالبان، مضيفاً أن من الواضح أنه ستكون هناك إدارة جديدة في البلاد قريباً جداً.

كما دعا وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، حركة طالبان، إلى التخلي عن العنف، واحترام حقوق الإنسان في أفغانستان.

وفيما أعلنت فرنسا اعتزامها العمل على منح تأشيرات للموظفين المحليين في أفغانستان، عبر الإبقاء على سفارتها في كابول مفتوحة مع نقلها إلى المطار، كشفت روسيا عن استعدادها العمل مع الحكومة الانتقالية في أفغانستان.

 

الصورة :

Email