دول تتسارع لإجلاء رعاياها.. «طالبان» على بعد 50 كيلومتراً من كابول

ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت «طالبان» أمس على مشارف كابول تقريباً مواصلة تقدمها في أفغانستان بينما دفعت التطورات المتلاحقة بدول عدة إلى الاسراع في إجلاء دبلوماسييها ومواطنيها.واستولت الحركة على مدينة بولي علم عاصمة ولاية لوغار الواقعة على بعد 50 كيلومتراً فقط جنوب العاصمة الأفغانية وباتت تسيطر على حوالى نصف عواصم ولايات(محافظات). وقد سقطت جميعها في أقل من ثمانية أيام.

وقال غلام حبيب هاشمي عضو مجلس الولاية في إقليم هرات عبر الهاتف : «تحولت مدينة هرات في ما يبدو إلى خط مواجهة على جبهة القتال صارت مدينة للأشباح، العائلات إما أنها غادرت وإما اختبأت في المنازل».

وأكّد مسؤول حكومي، أنّ قندهار وهي المركز الاقتصادي في جنوبي البلاد خضعت لسيطرة طالبان.وقال المبعوث الأمريكي لأفغانستان، زلماي خليل زاد، إن الولايات المتحدة قدمت خطة لوقف إطلاق النار للحكومة الأفغانية ولحركة طالبان.

في الأثناء، قرّرت الولايات المتحدة وبريطانيا إجلاء رعاياهما ودبلوماسييهما بسرعة منها في مواجهة الخطر الذي يهدد العاصمة كابول، بينما يعقد حلف شمالي الأطلسي اجتماعاً حول أفغانستان. وذكر تقرير إخباري، أنّ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بصدد إرسال نحو ثلاثة آلاف جندي أمريكي إلى كابول للمساعدة على إجلاء المزيد من دبلوماسيي السفارة الأمريكية في العاصمة الأفغانية. وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن الوزارة ستخفض التمثيل إلى الوجود الدبلوماسي الأساسي، مضيفاً: «هذا ليس تخلياً، وليس إجلاء، وليس انسحاباً كاملاً، نحن لن نتخلى عن شعب أفغانستان بأي حال من الأحوال».

بدورها، قالت المملكة المتحدة، إنها سترسل دعماً عسكرياً لمساعدة البريطانيين على مغادرة أفغانستان. وأفادت وزارة الدفاع البريطانية في رسالة عبر البريد الإلكتروني، إنه سيتم إرسال نحو 600 جندي إلى أفغانستان في الأيام المقبلة على مدى قصير.

على صعيد متصل، حذّرت وكالات تابعة للأمم المتحدة، من كارثة إنسانية في أفغانستان بعد نزوح عشرات الألوف من منازلهم إثر تقدم حركة طالبان مع انتشار الجوع. وقال تومسون فيري من برنامج الأغذية العالمي في إفادة للأمم المتحدة: «ما نخشاه أن الأسوأ لم يأتِ بعد، موجة جوع كبرى تقترب بسرعة، الموقف يحمل كل السمات المميزة لكارثة إنسانية».

وقالت شابيا مانتو من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن أكثر من 250 ألفاً اضطروا للرحيل منذ مايو، 80 في المئة منهم من النساء والأطفال. وأفاد مسؤول آخر في الأمم المتحدة، بأن الآلاف يفرون من المناطق الريفية إلى العاصمة كابول وغيرها من المراكز الحضرية بحثاً عن ملاذ آمن. وصرّح ينس لايركه، الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: «إنهم ينامون في العراء بالمتنزهات والأماكن العامة، الشغل الشاغل لنا بكل بساطة العثور على مأوى لهم». ودعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، جيران أفغانستان إلى إبقاء الحدود مفتوحة.

على صعيد متصل، تعتزم الدنمارك والنرويج إغلاق سفارتيهما في كابول مؤقتا لدى استمرار سيطرة طالبان على المزيد من المناطق في أفغانستان.

وقال وزير الخارجية الدنماركي ييبى كوفود في مؤتمر صحافي، إنه سيتم إجلاء جميع موظفي السفارة الدنماركية، بمن فيهم الموظفون المحليون من أفغانستان، كما أعلنت وزيرة الخارجية النرويجية إين إريكسن سوريد بعد ذلك بوقت قصير أن بلادها ستحذو حذو الدنمارك.

وفي السياق أيضاً، جددت فرنسا دعوتها لمواطنيها لمغادرة أفغانستان في أسرع وقت ممكن.

Email