ألمانيا هل إنهاء مجانية فحوص «كورونا» يشجّع على التطعيم؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

قررت الحكومة الألمانية والمقاطعات اليوم الثلاثاء أن توقف اعتباراً من 11 أكتوبر إجراء فحوص كورونا السريعة المجانية بهدف إعادة إطلاق حملة التطعيم التي تشهد تباطؤاً. لكن مجانية الفحوص ستبقى سارية للأفراد غير القادرين على تلقي اللقاح لأسباب طبية، وللنساء الحوامل أو الأطفال، وذلك بحسب النص الذي تم تبنيه خلال اجتماع بين المستشارة أنغيلا ميركل ورؤساء الحكومات الإقليمية الـ 16.

أرمين لاشيت المرشح لخلافة أنغيلا ميركل في منصب مستشار ألمانيا كان دعا إلى جعل اختبارات الكشف عن «كورونا» واجبة الدفع. ونقلت قناة «DW» الألمانية نقلت عن لاشيت الذي يشغل منصبي رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي ورئيس حكومة ولاية شمال الراين- ويستفاليا، قوله إنه لا بد من توسيع نطاق الاختبارات في محاولة للحيلولة دون حدوث موجة رابعة من «كورونا»، وأوضح أنه يتم استبعاد من تلقى اللقاح من إلزام إجراء الاختبار.

رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا، الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا، أكد بدوره أنه يسعى إلى زيادة الضغط على من لم يتلقوا التطعيم ضد «كورونا» في البلاد من خلال الحافز السلبي المالي.

وقال ماركوس زودر، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس حكومة ولاية بافاريا، اليوم، لإذاعة بافاريا: «من لا يتلقى اللقاح، يتحمل المسؤولية»، وأضاف في ظل اختبارات الكشف عن الفيروس التي توفرها الحكومة مجاناً حتى الآن: «ويعني ذلك أيضاً أن دافعي الضرائب لن يمكنهم تحمل جميع تكاليف ذلك. ويتعين على المرء أن يدفعها بنفسه».

حملة إقناع

تجدر الإشارة إلى أن حزبي لاشيت وزودر يشكلان الاتحاد المسيحي، الذي تنتمي إليه ميركل والذي يرشح لاشيت حالياً لمنصب المستشار بعد إعلان ميركل عدم عزمها الترشح مجدداً للمستشارية. ويكوّن الاتحاد المسيحي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الائتلاف الحاكم في ألمانيا. ومن المنتظر إجراء الانتخابات البرلمانية القادمة في ألمانيا في 26 سبتمبر المقبل.

وكان مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب المستشار، أولاف شولتس، قد أعرب الأحد الماضي عن أمله في النجاح في إقناع الكثير من الناس بضرورة التطعيم ضد «كورونا»، مطالباً بأن يتحمل غير الملقحين تكاليف اختبارات كورونا لاحقاً. وحدد شولتس الذي يتولى منصب وزير المالية ونائب المستشارة ميركل، موعداً محتملاً لهذا الإجراء أكتوبر المقبل «لأنه كان يمكن لهم أن يأخذوا التطعيم منذ فترة طويلة، والكل يفهم ذلك».

حجر صحي

وكانت ألمانيا فرضت اعتباراً من الأحد الماضي حجراً صحياً على المسافرين غير المطعّمين من ثلاث مناطق في جنوب فرنسا، أوسيتاني وبروفانس-ألب-كوت-دازور وكورسيكا، تواجه ارتفاعا في عدد الإصابات، كما أعلن الجمعة معهد روبرت كوخ لمراقبة الصحة العامة. ويتعين على المسافرين الوافدين من هذه المناطق السياحية الخضوع لحجر صحي مدته عشرة أيام إذا لم يكن لديهم تصريح صحي يثبت أنهم تلقوا اللقاح بشكل كامل أو أصيبوا بالوباء وشفوا منه.

لكن قد تخفض فترة الحجر الصحي إلى خمسة أيام عند تقديم اختبار سلبي.

ومع تباطؤ حملة التحصين في ألمانيا، تشعر البلاد بالقلق من انتشار موجة رابعة من الوباء، رغم أن عدد الإصابات بسبب المتحورة دلتا الشديدة العدوى، ما زال في هذه المرحلة أكثر اعتدالاً من الأعداد التي تسجلها معظم الدول المجاورة.

Email