ما هي «سيناريوهات الرعب» التي حددها تقرير المناخ؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقع تقرير جديد صادر عن خبراء المناخ في الأمم المتحدة أن يرتفع الاحترار العالمي بمعدل 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية قرابة العام 2030، أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات التي وضعت قبل ثلاث سنوات، ما يهدد بحصول كوارث جديدة «غير مسبوقة» في العالم الذي تضربه موجات حرّ وفيضانات متتالية.

وطرح التقرير الذي استند إلى 14 ألف دراسة علمية خمسة سيناريوهات محتملة للمستقبل. أكثرها تفاؤلاً هو انخفاض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون عالمياً إلى الصفر الصافي نحو العام 2050 وإبقاء الزيادة في درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية أعلى من مستوياتها قبل الثورة الصناعية. أما أسوأ سيناريو، ففيه ترتفع مستويات انبعاث ثاني أكسيد الكربون إلى الضعف بحلول 2050. وينمو الاقتصاد العالمي بوتيرة سريعة ويغذي هذا النمو استغلال أنواع الوقود الأحفوري وأساليب عيش تقوم على استخدام كثيف للطاقة. وأكبر معضلة ستواجه التحرك السريع هو الحصول على الإجماع الدولي بدون اعتراضات، خاصة أن في المرحلة الحرجة التي حددها التقرير على فترتين: 2030 و2050، يتطلب أن تكون الأولوية للاستدامة الشاملة على حساب النمو الاقتصادي التقليدي. 

وحدد التقرير سلسلة من المراحل المقبلة المحتملة تشمل اثنين من «سيناريوهات الرعب» التي ربما سيكون لهما تأثير كبير، على الرغم من أنهما لم يكونا مرجحين بالضرورة. السيناريو الأول هو ارتفاع مستويات البحار بمقدار مترين بنهاية القرن، وهو ما سيعتمد على مدى سرعة ذوبان الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي. 

أما السيناريو الثاني الذي أشار إليه التقرير فهو انهيار دوران الأطلسي الانقلابي، وهو جزء من تيار الخليج، والذي يفقد الزخم بالفعل. ويقوم هذا النظام بتوزيع الماء البارد والدافئ في المحيط الأطلسي، مما يؤثر على الرياح الموسمية في أفريقيا وآسيا، ويؤثر على حياة مليارات البشر. وأي انهيار للنظام سيكون له تأثير كبير على المناخ.

وتوالت ردود فعل زعماء العالم على التقرير، وسط إجماع على ضرورة التخلي بشكل سريع عن الفحم والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة. ودعت الولايات المتحدة الاقتصادات الكبرى إلى التحرك لوضع العالم على مسار للإبقاء على حد ارتفاع الحرارة بواقع 5. 1 درجة مئوية في المتناول حتى عام 2030. 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن هذا التقرير «يجب أن يعلن نهاية الفحم ومصادر الطاقة الأحفورية قبل أن تدمر كوكبنا». وأضاف أن التقرير هو «الإنذار الأخير للبشرية».

الصورة :

 

Email