أفغانستان تدخل مرحلة «حرب المدن»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصفت طائرات عسكرية أمريكية أهدافاً برية في أفغانستان، في مسعى لحماية الحلفاء، فيما تحرز حركة طالبان تقدماً سريعاً واستولت على عواصم ثلاث ولايات جديدة، في تحول جديد للحرب تتصدرها «حرب المدن» بعد نحو شهرين من تركز المواجهات على البلدات والقرى الريفية والمساحات قليلة السكان.

وذكرت نيكول فيرارا، الميجور بسلاح الجو الأمريكي، والمتحدثة باسم القيادة المركزية الأمريكية أن «القوات الأمريكية نفذت العديد من الغارات الجوية، دفاعاً عن شركائنا الأفغان في الأيام الأخيرة»، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» السبت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمر أن تستهدف قاذفات القنابل طراز «بي-52» وطائرات حربية طراز «إيه سي-130 سبكتر» المقاتلين الأعداء، الذين يتقدمون باتجاه قندهار ومدن أخرى. وأحال متحدث باسم مجلس الأمن الوطني الأسئلة إلى وزارة الدفاع.

وضيّقت «طالبان» الخناق على شمال أفغانستان، حيث سيطرت على عواصم ثلاث ولايات أخرى في وقت تنقل معركتها إلى المدن بعدما انتزعت معظم مناطق الريف في الأشهر الأخيرة. وسيطر المتمرّدون على ما يصل إلى خمس عواصم ولايات منذ الجمعة في هجوم سريع يبدو أنه شكّل ضغطاً كبيراً على القوات الحكومية.

سقوط سريع

وأكد نواب ومصادر أمنية وسكان أن مدن قندوز وساري بول وتالقان في الشمال سقطت بفارق بضع ساعات بين عاصمة ولاية وأخرى أمس. وتحدث أحد سكان قندوز عن «حالة فوضى تامة» تعم المدينة. وفي وقت لاحق، أكدت الحركة على «تويتر» أنها سيطرت على تالقان، عاصمة ولاية تخار. وقالت باروينا عظيمي، الناشطة المدافعة عن حقوق المرأة في ساري بول، عبر الهاتف، إن مسؤولي الحكومة والقوات المتبقية انسحبوا إلى ثكنات تقع على بعد نحو ثلاثة كيلومترات عن المدينة.

وجاء بعدها دور تالقان إذ قال أحد قاطنيها ويدعى ذبيح الله حميدي عبر الهاتف إنه شاهد قوات الأمن والمسؤولين يغادرون المدينة في قوافل. وأكد مصدر أمني «انسحبنا من المدينة بعد الظهر (أمس) إثر فشل الحكومة في إرسال المساعدة. باتت المدينة للأسف بالكامل في قبضة طالبان».

وتعد قندوز أهم مكسب تحققه «طالبان» منذ شنت هجوماً في مايو مع بدء القوات الأجنبية آخر مراحل انسحابها من البلاد. وأفاد المستشار لدى مجموعة الأزمات الدولية إبراهيم ثوريال بأن «السيطرة على قندوز مهمة للغاية، إذ إنها ستخفف الضغط عن عدد كبير من قوات طالبان ليكون من الممكن حشدهم في أجزاء أخرى من الشمال». وأكدت وزارة الدفاع أن القوات الحكومية تقاتل لاستعادة المنشآت الرئيسية. وذكرت في بيان أن «قوات خاصة أطلقت عملية تطهير. تم تطهير بعض المناطق بما في ذلك مباني الإذاعة والتلفزيون الوطنيين من عناصر طالبان الإرهابيين». وأفاد الناطق باسم الوزارة ميرويس ستانكزاي في وقت لاحق أنه تم نشر تعزيزات تشمل قوات خاصة في ساري بول وشبرغان.

كارثة دولية

وحذّر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني «بوندستاغ» من مواجهة «كارثة» دولية في أفغانستان بعد الاستيلاء على مدينة قندوز على يد «طالبان». وقال نوربرت روتغن لصحيفة «فرانكفورتر ألجيماينه تسايتونغ» الألمانية في عددها الصادر أمس، إن هناك خطراً قائماً حالياً في أفغانستان يتمثل في استيلاء الإسلاميين على الدولة بأكملها. وأكد السياسي الألماني البارز قائلاً: «يجب ألا يتم السماح الآن بأن يقوموا (الطالبانيون) بإرساء حقائق عسكرية على الأرض من جانب واحد»، وحذّر من أنه في هذه الحالة لن يكون هناك أمل بعد ذلك في حل سياسي.

Email