الفيضانات تشلّ دولاً وتشرد الملايين في آسيا وأوروبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

شلّت الفيضانات الناجمة عن التغير المناخي، مناطق شاسعة في قارتي آسيا وأوروبا، وتعطلت الحياة في مدن كبرى، جراء استمرار هطول الأمطار وحدوث انزلاقات للتربة، ما أدى إلى إلحاق أضرار بملايين السكان في الدول التي تشهد هذه الفيضانات.

في شرق الصين اقتلع الإعصار إن-فا الأشجار وأغرق المدن والبلدات، وأوقفت حركة الملاحة البحرية والجوية والسكك الحديد عبر مساحات شاسعة من الساحل، خصوصاً حول ميناء الشحن الرئيسي في نينغبو. يأتي ذلك في الوقت الذي لا تزال تعاني فيه منطقة وسط الصين من تداعيات فيضانات عارمة أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 63 شخصا وانقطاع الكهرباء وتشريد أكثر من مليون شخص.

إلغاء رحلات

وشعر سكان مدينة شنغهاي، أكبر مدن الصين، أيضاً بتأثير الإعصار إن-فا أمس، في مع هبوب رياح قوية وهطول الأمطار. وتقرر إلغاء الرحلات في المطارين الدوليين بالمدينة، وكذلك عشرات رحلات القطارات بينما تم أيضاً وقف النشاط في ميناءي شنغهاي ونينغبو. وأغلقت بعض مناطق الترفيه العامة في شنغهاي ومدن أخرى.

وفي الفلبين، لقي 4 أشخاص حتفهم وأصيب 5 آخرون في حوادث نتجت عن الأمطار الموسمية الغزيرة والرياح الشديدة. ونزح ما يقرب من 25 ألف شخص بسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية. أضرار بالهند

وفي الهند، ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات وانزلاقات التربة التي تسببت بها أمطار موسمية غزيرة، إلى 127 قتيلاً، في حين لا يزال المسعفون يبحثون عن عشرات المفقودين. وغمرت المياه الساحل الغربي للبلاد منذ الخميس، وحذرت أجهزة الأرصاد الجوية الهندية من تساقط مزيد من الأمطار الغزيرة في الأيام المقبلة.

وفي مدينة شيبلون جنوبي بومباي، ارتفع منسوب المياه إلى قرابة ستة أمتار، فيما أفادت تقارير بوفاة ثمانية مرضى في مستشفى يستقبل مرضى «كورونا»، بعد توقف أجهزة التنفس الاصطناعي بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

التغيّر المناخي

قال عالم المناخ في المعهد الهندي للأرصاد الجوية المدارية روكسي ماثيو كول إن التغيّر المناخي يؤدي إلى ارتفاع حرارة مياه بحر العرب، محذّراً أن ذلك يؤدي إلى ارتفاع حرارة الهواء فوقه واختزانه مزيداً من الرطوبة، ما يؤدي إلى مزيد من الأمطار الغزيرة. وأضاف «نحن نشهد زيادة بثلاثة أضعاف على صعيد هطول الأمطار الغزيرة... منذ العام 1950»، مشيراً إلى دراسة شارك في إعدادها نشرت في صحيفة «نيتشر».

وتابع «في السنوات الأخيرة أصبح تأثير التغيّر المناخي أكثر وضوحاً. في الواقع، إن ما حصل في أوروبا والصين وبقية أنحاء العالم مشابه لما يحصل في الهند».

فيضانات أوروبا

وشهدت القارة الأوروبية استمرار الفيضانات واتساعها في مناطق، حيث علقت الحافلات والسيارات في شوارع لندن بعدما غمرتها مياه الفيضانات جراء العواصف المتكررة التي ضربت العاصمة البريطانية.

ومن المنتظر أن يستمر حظر حركة المرور الفردية، اليوم، في منطقة الفيضانات الواقعة على نهر آر، غربي ألمانيا، من أجل إتاحة السير الحر لسيارات نقل النفايات.

وتعرضت مدينة دينانت جنوب بلجيكا لأسوأ سيول منذ عقود بعد عاصفة رعدية استمرت ساعتين وحوّلت الشوارع إلى أنهار وجرفت في طريقها السيارات والأرصفة لكنها لم تسفر عن سقوط قتلى.

Email