ضحايا فيضانات أوروبا تقفز إلى 127 قتيلاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقي ما لا يقل عن 127 شخصاً حتفهم في الفيضانات المدمّرة التي اجتاحت أجزاء من أوروبا مع استمرار البحث عن مفقودين في المناطق المنكوبة معظمهم في غرب ألمانيا، حيث ما زالت فرق الطوارئ تبحث عن المفقودين.


كذلك، لقي أشخاص عدة حتفهم وفقد آخرون في ألمانيا عقب انزلاق كبير للتربة نجم عن الأحوال الجوية السيئة وجرف منازل في منطقة غير بعيدة عن مدينة كولونيا.

وما زال مئات الأشخاص مفقودين في البلاد، فيما ارتفع عدد القتلى في بلجيكا إلى 20 مع بقاء أكثر من 21 ألف شخص بدون كهرباء في منطقة واحدة.

كما هطلت أمطار غزيرة على لوكسمبورغ وهولندا، ما تسبّب بسيول شديدة في العديد من المناطق، وإجلاء الآلاف في مدينة ماستريخت الهولندية.

أما في فرنسا، فبدأ الوضع يعود إلى طبيعته، أمس، شرقي البلاد بعد هطول أمطار غزيرة في الأيام الأخيرة، خصوصاً في الألزاس، في حين تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث اضطرابات في النقل النهري والسكك الحديدية في الأيام الأخيرة.

لكن حصيلة القتلى في ألمانيا ما زالت الأعلى وقد عنونت صحيفة «بيلد» اليومية الأكثر قراءة في ألمانيا صفحتها الأولى «فيضانات الموت» بعد هطول أمطار غزيرة في مناطق عدة، تسببت بأضرار مادية وزرعت رعباً بين السكان الذين فوجئوا بالفيضانات.

والجمعة، دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى معركة «أكثر حزماً» ضد ظاهرة تغير المناخ في ضوء الفيضانات المدمرة في غرب البلاد.

معركة حاسمة

وقال شتاينماير من برلين: «لن نتمكن من الحد من الظواهر المناخية القصوى إلا إذا شاركنا في معركة حاسمة ضد تغير المناخ». من جهتها،أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من واشنطن حيث التقت الرئيس جو بايدن، عن خشيتها «من عدم القدرة على معرفة الحجم الحقيقي للكارثة إلا في الأيام المقبلة».

ويمكن مشاهدة شوارع ومنازل غارقة تحت المياه وسيارات منقلبة وأشجار مقتلعة في كل المواقع التي أتت عليها الفيضانات، فيما عزلت بعض المناطق عن العالم الخارجي.

في آرفايلر، انهارت العديد من المنازل بشكل كامل، ما ترك انطباعاً بأن موجة تسونامي ضربت المدينة.

وتأكد مقتل 24 شخصاً على الأقل في أسكيرشن، إحدى البلدات الأكثر تضرراً في شمال البلاد.

وقالت ميركل للصحافيين في واشنطن: «قلبي مع كل الأشخاص الذين فقدوا أحباء لهم في هذه الكارثة والقلقين بشأن مصير أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين».

وأعلنت السلطات أن عدد القتلى الإجمالي في ألمانيا وصل إلى 103 على الأقل.

وقالت رئيسة حكومة راينلاند بالاتينات مالو دراير: «أحصينا حتى الآن 60 قتيلاً» في منطقة راينلاند بالاتينات وحدها، وهي واحدة من أكثر المناطق تضرراً بالفيضانات، ما يرفع الحصيلة الوطنية إلى 103 قتلى وعدد الضحايا في أوروبا، بما في ذلك بلجيكا، إلى 127 قتيلاً.

ومن المرجح أن ترتفع الحصيلة في ألمانيا مع بقاء أعداد كبيرة من الأشخاص في عداد المفقودين في ولايتي شمال الراين وستفاليا وراينلاند بالاتينات، الأكثر تضرراً.

في منطقة آرفايلر المدمرة في راينلاند بالاتينات، فقد حوالي 1300 شخص، إلا أن السلطات المحلية أفادت لصحيفة «بيلد» بأن هذا العدد الكبير يعود على الأرجح إلى تضرر شبكات الهاتف، وبالتالي عدم القدرة على التواصل مع كثر.

وقال وزير الداخلية الإقليمي روجر لوفنتز لإذاعة «إي دبليو آر»: «نعتقد أنه ما زال هناك 60 شخصاً في عداد المفقودين، وعندما لا تعرف أي شيء عن أشخاص لفترة طويلة... عليك أن تخشى الأسوأ».
وأضاف أنه «على الأرجح سيستمر عدد الضحايا في الارتفاع في الأيام المقبلة».

وقال غيرد لاندسبرغ، رئيس الاتحاد الألماني للمدن والبلديات: إن كلفة الأضرار قد تصل إلى «مليارات اليوروهات».

أما في بلجيكا، لقي مالا يقل عن 20 شخصاً حتفهم وفقد 20 آخرون حسب أرقام مؤقتة قدمتها، أمس، وزيرة الداخلية أنيليس فيرليندن.

تضامن دولي

في غضون ذلك،عبّر رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس على تويتر عن تضامن بلاده ودعمها لألمانيا وبلجيكا اللتين تواجهان خسائر بالغة نتيجة فيضانات عارمة. وقال كاستكس: إن فرنسا أرسلت طائرة هليكوبتر و40 عسكرياً إلى مدينة لييج في بلجيكا. بدوره،أعرب أمين عام منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج عن تضامن الحلف مع الدول التي تضررت جراء الفيضانات ونشر ستولتنبرج تغريدة أمس قال فيها: «نشعر بالأسى على كل من فقدوا أحباءهم ومنازلهم في هذه الفيضانات المدمرة في أوروبا. يتضامن حلف الناتو مع الدول المتضررة».

عربياً، أعربت مصر عن خالص تعازيها وصادق مواساتها وتضامنها مع كل من ألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا في ضحايا الفيضانات المروّعة وتضرر بعض المناطق، والتي أسفرت عن وفاة وفقدان عدد كبير من الضحايا.

وتتقدم مصر بصادق تعازيها لذوي الضحايا، متمنية نجاة المفقودين، طبقاً لبيان صادر عن مكتب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية.


وأضاف البيان: «كما تعرب مصر عن تضامنها مع حكومات وشعوب تلك الدول الصديقة جراء تلك الأزمة».

Email