هل يصبح التطعيم ضد «كورونا» إلزامياً؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

إعلان المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الثلاثاء عن أن ألمانيا «لا تنوي» جعل التطعيم ضد «كورونا» إلزامياً، في مراهنة جديدة على «رغبة» الشعب و«الترويج» للقاح، يجدد الجدل الدائر أوروبياً وعالمياً بشأن مدى صحّة إلزامية التطعيم ضد «كورونا» والتي تكتسب زخماً متزايداً في بلدان عدة، إذ إن البعض يرى أن التطعيم ضد وباء سريع العدوى عالمياً، لا يندرج في إطار الحريات الفردية، ذلك أن من يصاب لا يحتكر إصابته، بل ينقلها للمحيطين به، وقد ينجم عنها حالات وفاة.

ثمّة دول تتدرج، وباتت تفكر، أو قررت اختيار فئات معينة ملزمة بتلقي اللقاح.

فرنسا مثلاً فرضت على العاملين في المؤسسات الصحية تلقي اللقاح لاحتواء تفشي المتحوّرة دلتا التي يثير انتشارها الكبير المخاوف من تسارع وتيرة الإصابات مجدداً. وإذ يقبل الفرنسيون بكثافة على مراكز التطعيم، إما عن قناعة أو لتجنّب القيود التي قد يواجهها غير المطعّمين، فيما يخشى بعض الفرنسيين من فرض إلزامية التطعيم، وهي مسألة تثير الكثير من الجدل. ولفرض إلزامية التطعيم في فرنسا لابد من سن قانون خاص بذلك بالإضافة إلى إثبات جدوى الإجراء على المدى الطويل. ويقول بعض المختصين إن الوقت مازال مبكراً لسن مثل هذه القوانين التي يصعب على المجتمع الفرنسي تقبّلها. وسيتم التصويت على مشروع قانون حول إلزامية تطعيم الطواقم الطبية مطلع أغسطس.

بعد المصادقة
الأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي، إن الوزارة ستنظر في احتمال جعل اللقاحات المضادة لـ«كورونا» إلزامية، وذلك في حال صادقت إدارة الغذاء والدواء على فعاليتها. وقال كيربي إن 69 في المئة من مجموع أفراد القوات المسلحة الأمريكية وموظفي وزارة الدفاع المدنيين والمتعاقدين البالغ عددهم قرابة 6 ملايين شخص، تلقوا جرعتي اللقاح حتى الأول من يوليو الجاري، في حين أن أكثر من 330 مليون أمريكي تلقوا، إلى غاية اليوم، اللقاح المضاد لـ«كوفيد19»، من بينهم 157 مليون تلقوا الجرعتين، ما يعني أن 47.9 في المئة من ساكني الولايات المتحدة تم تطعيمهم بشكل كامل.

وما زال الجدل محتدماً على المستوى الأوروبي، على نحو لافت، فيما يتعلق بإلزامية التطعيم ضد «كورونا»، ففي اليونان سيصبح تلقي طواقم الرعاية الصحية اللقاح إلزامياً اعتباراً من 1 سبتمبر، وفي إيطاليا سيكون الأمر إلزامياً للأطباء والعاملين في القطاع الصحي تحت طائلة العقوبات.

وفرضت المملكة المتحدة في 16 يونيو إلزامية التلقيح للعاملين في دور رعاية المسنين. وأعلنت أن غالبية القيود المفروضة في إنجلترا سترفع في 19 يوليو، وهو يوم أطلقت عليه تسمية «يوم الحرية»، لكن السلطات دعت إلى توخي الحذر.

وقرّرت المناطق السياحية الإسبانية في كاتالونيا وفلنسية إغلاق الحانات والملاهي الليلية لوقف تفشي «كورونا»، الذي تتسارع وتيرته في مختلف أنحاء البلاد.

في ظل التفشي المستمر لفيروس «كورونا»، وفي ظل ظهور متحورات جديدة لا يعلم أحد إلى أي مدى ستصل هذه التحورات، يصبح الجدل بشأن إلزامية اللقاحات أكثر سخونة وإلحاحية. ولقد بات مفروغاً منه، أن الحياة يجب أن تستمر، إذ ليس بوسع الدول أن تغلق مرافقها وتوقف اقتصادها بلا نهاية. وإذا لم تنجح كل الإجراءات القائمة بما فيها المستوى المنخفض من التطعيم في بعض الدول، في وقف الجائحة، يصبح التفكير في إلزامية اللقاح أكثر جدية، بنظر الكثير من الخبراء.

 

Email