هايتي على صفيح ساخن بعد اغتيال الرئيس

ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت هايتي التي تشهد مواجهات بين عصابات وأزمات سياسية على صفيح ساخن بعد إعلان حالة الطوارئ عقب اغتيال الرئيس جوفينيل مويز، اليوم الأربعاء، في منزله ومقتل زوجته لاحقاً متأثرة بجروحها وفق ما أعلن لويس أبينادير، رئيس جمهورية الدومينيكان، قائلاً إن زوجة رئيس هايتي توفيت وأرسل تعازيه، بينما دعا رئيس الوزراء الانتقالي كلود جوزيف الذي تولى قيادة البلاد الهايتيين إلى الحفاظ على هدوئهم في بلد يشهد مواجهات بين عصابات وأزمات سياسية. 

وأعلنت الحكومة أن الرئيس جوفينيل مويس تعرض للاغتيال رمياً بالرصاص، بأسلحة ذات أعيرة ثقيلة، خلال الليل على يد مهاجمين مجهولين في مقر إقامته الخاص‭‭‭‬‬.

وتزامن الاغتيال، الذي أدانته واشنطن وبريطانيا وألمانيا وعدد من دول الجوار في أمريكا اللاتينية، مع موجة من عنف العصابات في بورت أو برنس في الأشهر الأخيرة أججته أزمة إنسانية متفاقمة واضطرابات سياسية. وحولت الفوضى العديد من مناطق العاصمة إلى أماكن ليس من الآمن الدخول إليها.

وقال رئيس الوزراء المؤقت في هايتي كلود جوزيف في تصريحات بثها التلفزيون بعد أن ترأس اجتماعاً لمجلس الوزراء، إن الحكومة أعلنت حالة الطوارئ وسط ارتباك بشأن من سيتولى السلطة. وقال: «إخواني المواطنين.. تحلوا بالهدوء لأن الموقف تحت السيطرة». وأضاف جوزيف في بيان، أن زوجة الرئيس مارتين مويس (53 عاماً) أصيبت في الهجوم في منزلهما على تلال مشرفة على العاصمة.

مشيراً إلى أنها تتلقى الرعاية الطبية اللازمة. وأضاف في خطابه للأمة: «تشير المعلومات الأولية إلى أنهم كانوا مجموعة تتحدث الإنجليزية والإسبانية. كانوا مدججين بأسلحة ذات أعيرة ثقيلة»، ووصف الاغتيال بأنه «عمل وحشي». وذكر أن قوات الشرطة والجيش يسيطران على الوضع الأمني في البلاد. ودعا جوزيف الأمم المتحدة لعقد اجتماع لمجلس الأمن في أسرع وقت ممكن. ولم يرد بعد الأمين العام للأمم المتحدة على طلبه، لكنه قال إن المنظمة الدولية «ستواصل الوقوف مع حكومة هايتي وشعبها».

وساد الهدوء وخلت الشوارع في العاصمة التي عادة ما تكون مكتظة ويسكنها نحو مليون نسمة بعد الهجوم وبعد سماع دوي أعيرة نارية بشكل متقطع خلال الليل. وذكرت وسائل إعلام محلية أن مطار بورت أو برنس الدولي تم إغلاقه. وهناك مخاوف من انتشار الفوضى في هايتي التي تعاني من الانقسام السياسي وتواجه أزمة إنسانية متنامية ونقصاً في الغذاء. وأدان زعماء من أنحاء العالم الهجوم وناشدوا بالتزام الهدوء. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن:

«نحن مستعدون للمساعدة وكذلك نواصل العمل من أجل أن تكون هايتي آمنة وسالمة»، ووصف الاغتيال بأنه «شنيع» والموقف بأنه يدعو للقلق. بدوره، قال البيت الأبيض، إنه يدرس «الهجوم المأساوي» الذي أسفر عن مقتل رئيس هايتي. وقالت، الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، «ما زلنا نجمع معلومات، وما زلنا نقيّم الوضع الآن». ووصفت ساكي الاغتيال خلال مقابلة مع قناة (سي.إن.إن) بأنه «مأساة مؤسفة، وجريمة مروعة» معبرة عن تضامن بلادها مع شعب هايتي.

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن اغتيال رئيس هايتي عمل بغيض، وناشد بالحفاظ على السلم في البلاد. وأضاف: «أشعر بالصدمة والحزن لوفاة الرئيس مويس». وتابع: «تعازينا لأسرته ولشعب هايتي، هذا عمل بغيض وأدعو للتحلي بالهدوء في هذا الوقت».

بدورها،أعربت الحكومة الألمانية عن صدمتها حيال اغتيال رئيس هايتي، جوفينيل مويس.

وكتبت الخارجية الألمانية عبر موقع «تويتر» أنه «يجب بذل كل ما يلزم من أجل ضمان عدم استمرار تعريض الأمن والاستقرار في هايتي للخطر». وأعربت الخارجية عن «خالص عزائها» لأسرة الرئيس مويس وللشعب في هايتي.

أممياً، طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس بتوضيح ملابسات الجريمة وتقديم الجناة للمحاكمة.

إلى ذلك، أعلنت جمهورية الدومينيكان غلق الحدود المشتركة مع هايتي في جزيرة هيسبانيولا في الكاريبي، وشددت إجراءات الأمن على الحدود واستثنت العائدين إليها من الإجراء.

Email