القوات الأجنبية خارج باغرام وأمريكا لن تتخلى عن أفغانستان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكمل الأمريكيون وقوات حلف شمال الأطلسي الانسحاب من قاعدة باغرام، في خطوة لقيت ترحيب حركة طالبان، وفيما شدّدت الولايات المتحدة على أنّها لن تتخلى عن أفغانستان، شدّدت روسيا على ضرورة ألا يكون الانسحاب مقدّمة لإعادة انتشار وسط آسيا. 

غادرت جميع القوات الأمريكية، وقوات حلف شمال الأطلسي، أكبر قاعدة جوية في أفغانستان، وفق ما أكد مسؤولون، اليوم، في مؤشر إلى أن الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية بات وشيكاً.

وكتب الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية، فؤاد أمان، على «تويتر»: «انسحبت القوات الأمريكية وقوات التحالف بالكامل من القاعدة، وبالتالي ستقوم قوات الجيش الأفغاني بحمايتها واستخدامها لمحاربة الإرهاب». وفيما أكّد مسؤول أمريكي في مجال الدفاع، مغادرة القوات، أعربت حركة طالبان عن ترحيبها وتأييدها لعملية الانسحاب.

وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن قائد القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، الجنرال أوستن سكوت ميلر، لا يزال يحتفظ بجميع الصلاحيات لحماية القوات، التي يحتمل وجودها في العاصمة الأفغانية لتأمين السفارة الأمريكية ومطار كابول ذي الأهمية الاستراتيجية.

ويلفت الجنرال الأفغاني المتقاعد، أمين الله عامر خيل، أنّ انسحاب القوات الأمريكية من القاعدة، يعني أن القوات الأفغانية لن تتلقى بعد الآن دعماً جوياً حاسماً، في الوقت الذي تواجه فيه هجمات مكثفة من مسلحي طالبان في أنحاء البلاد.

ويشير الخبير في شؤون أفغانستان، نيشانك موتواني، إلى أنّ خروج القوات الأجنبية من قاعدة باغرام يرمز إلى أن أفغانستان وحيدة وتركت للدفاع عن نفسها في مواجهة هجوم طالبان، مضيفاً: «بعد وصولهم إلى بلادهم، سيراقب الأمريكيون وقوات التحالف ما حاربوا بشدة لبنائه على مدى 20 عاماً وهو يحترق من بعيد، ويعرفون أنّ الرجال والنساء الأفغان الذين حاربوا معهم يخاطرون بفقدان كل شيء». ويرى عدد من أهالي باغرام، أنّ الأمن سيتدهور مع مغادرة القوات الأجنبية.

وفي محاولة لبث الطمأنينة في قلوب الأفغان، شدّد الناطق باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، على أنّ الولايات المتحدة لا تعتزم التخلي عن أفغانستان، رغم الانسحاب.

وقال برايس: «نعم، نسحب قواتنا، لكننا نعتزم الحفاظ على وجود دبلوماسي في كابول، هذا شيء مهم بالنسبة لنا، نظراً لرغبتنا المتأصلة في استمرار الشراكة مع الحكومة الأفغانية وبشكل مصيري مع الشعب الأفغاني، ليس الأمر على الإطلاق أننا نعتزم التخلي عن أفغانستان». بدورها، ترى روسيا أنّ انسحاب أمريكا وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان يجب ألّا يعني إعادة نشر للبنية التحتية العسكرية للتحالف في وسط آسيا.

 

Email