انهيار «الأجواء المفتوحة».. نهاية جسر بين موسكو و«الناتو»

ت + ت - الحجم الطبيعي

انسحاب روسيا، الذي كان متوقّعاً من معاهدة «الأجواء المفتوحة»، حيث وضع الرئيس فلاديمير بوتين توقيعه على مرسوم بهذا الصدد، جاء رداً على قيام الولايات المتحدة بخطوة مماثلة، من طرف واحد، في نوفمبر الماضي، متّهمة موسكو بـ«انتهاكات متكررة» للمعاهدة. 

ويرى مراقبون، أنّ هذه الخطوة قد تضيّق هامش التفاعل بين موسكو وحلف الناتو، وتزيد من رصيد الأزمات المتراكمة والمتتالية بينهما، بل وصف أحدهم انهيار المعاهدة بنهاية جسر بين موسكو وحلف الناتو.

معاهدة «الأجواء المفتوحة»، هي اتفاق متعدد الأطراف، يسمح بإجراء رحلات حرة لطائرات استطلاع غير مسلحة في المجال الجوي للدول الموقّعة، تم التوقيع عليه في 24 مارس 1992 في هلسنكي من جانب ممثلي 23 دولة عضواً في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لتعزيز بناء الثقة بين هذه الدول، من خلال تحسين آليات مراقبة الأنشطة العسكرية والامتثال للمعاهدات القائمة في مجال الحد من التسلّح. ولا تكمن أهمية المعاهدة في إتاحة الفرصة للحصول على البيانات الاستخباراتية، بقدر ما توفره من تنظيم التفاعل بين القوات العسكرية للدول الأطراف في المعاهدة.

نهاية الجسر

الخبير العسكري الروسي ألكسي ليونكوف، يرى أن انسحاب روسيا من المعاهدة جاء «نتيجة للسياسة غير الودية من جانب واشنطن، التي استمرت لسنوات عديدة في الاختباء وراءها لتحقيق مكاسب لأجندتها الخاصة»، واصفاً «انهيار» المعاهدة بنهاية «الجسر» الذي كان قائماً بين حلف الناتو وروسيا، إذ قدمت المعاهدة معلومات موضوعية بأن الأطراف المعنية لا تستعد لنزاع عسكري، وكانت جزءاً من ضمان الأمن الدولي.

وتابع، أنّ المصدر الوحيد للمعلومات بعد القضاء على المعاهدة، هو الطرق الكلاسيكية، المتمثلة في وسائل الاستطلاع الجوية والفضائية، مشيراً إلى أنّ هذه المعاهدة التي تبدو خطيرة للغاية من الناحية الاستراتيجية، لم تحل أي شيء، لأنه على الرغم من التوقيع عليها، واصل الأمريكيون إجراء التدريبات على الصواريخ متوسطة المدى.

وعندما حققوا غاياتهم، سارعوا إلى الانسحاب منها. وأضاف: هذا سيؤدي إلى تفاقم مصادر تهديد الأمن الدولي، التي لا تأتي من روسيا، كما تدعي وسائل الإعلام الأمريكية، بل من الولايات المتحدة وحلفاؤها في معسكر الناتو.

انتفاء حاجة

وقلل مستشار المركز الروسي لدراسات الأمن، أوليغ شاكيروف، من أن يكون للقرار الروسي تأثير جذري على الأمن الدولي، مشيراً إلى أنها ليست المعاهدة الأولى بين البلدين، التي يتم «تدميرها» في السنوات الأخيرة. ويوضح أنّ مشكلة جديدة ستواجه الدول المشاركة، التي لا تزال في الاتفاقية، في ما يجب فعله معها، إذ أن انسحاب روسيا منها سيؤدي إلى انتفاء الحاجة لها.

 

 

 

 

 

 

 

 

Email