عسكريو مالي في مأمن مع «حد أدنى» من الضغوط الدولية

مؤيدون للرئيس الانتقالي الجديد أسيمي غويتا يستقبلونه في المطار بعد عودته من اجتماع مع ممثلي الإيكواس في أكرا أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«حد أدنى» من الضغوط تمارسه الأسرة الدولية على المجلس العسكري بعد الانقلاب الجديد في مالي، حرصاً على استمرار القتال ضد المتطرّفين في المنطقة ومنع البلاد من السقوط في الفوضى. أغلقت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا حدودها، وأوقفت مبادلاتها المالية والتجارية مع مالي لفرض انتقال مدني عسكري خلال فترة محددة، خلال الانقلاب الذي وقع في أغسطس 2020. وبعد ثمانية أشهر وفي مواجهة الكولونيل أسيمي غويتا الذي أُعلن رئيساً هذه المرة بعد أن أطاح بالمدنيين الذين يتولون السلطة التنفيذية، علقت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عضوية مالي في هيئاتها، مطالبة بتعيين فوري لرئيس وزراء مدني جديد والإبقاء على الانتخابات مطلع 2022.

وانضم الاتحاد الأفريقي، وفرنسا الشريك الرئيسي لمالي في الحرب ضد الإرهاب مع قوة برخان، إلى مجموعة غرب إفريقيا في موقفها. وذهبت باريس إلى أبعد من ذلك بإعلانها تعليق العمليات العسكرية المشتركة مع القوات المالية من دون أي تعديل كبير في مهمة برخان. وترى كارولين روسي، من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، أنّه قرار الحد الأدنى ويصعب تحديد تأثيره على القادة الماليين، مشيرة إلى أنّ شركاء مالي لم يرغبوا في أن يتعرّض السكان لمزيد من الصعوبات، وأن يشكّل ذلك في نهاية المطاف نعمة للإرهابيين. ورأت روسي، أنّ تهديد باريس بتعليق التعاون العسكري الثنائي، يشير قبل كل شيء إلى رغبة في التأثير على تشكيل الحكومة المالية الجديدة حتى لا يتم تعيين شخصيات مقربة من المتطرّفين فيها.

ويقول جان إيرفيه جيزيكيل، الخبير في منطقة الساحل في مجموعة الأزمات الدولية، إنّ هذه الإدانات ليست سوى على الورق بشكل أساسي. ورأى جيزيكيل، أن الماليين لم يتصدوا بقوة للانقلاب على الانقلاب، معتبراً أنّ في غياب تعبئة شعبية، بدا أنّ مجموعة غرب إفريقيا تقف ضد المجلس العسكري والماليين.

وتساءل جان إيرفيه جيزيكيل: «ما هو الأهم في نظر شركاء مالي: مرحلة انتقالية بقيادة مدنيين، أم حكومة تسمح بمواصلة القتال ضد المتطرّفين؟». وأضاف: «هناك تردد كبير في ممارسة ضغوط مبالغ فيها على المجلس العسكري الذي يعتبر أيضاً أنه تعاون بشكل جيد من وجهة نظر أمنية حتى الآن». بدوره، صرّح بوكار سانغاري، الباحث ورئيس تحرير الموقع الإخباري المالي بينبيري، بأنّ المجتمع الدولي لم يتمكن من التأثير على الوضع على الإطلاق، فقد السيطرة، وفي هذا الوضع بدا اتخاذ موقف حاسم حيال مالي أمراً معقداً.
 

الصورة :

Email