هل يكون صيف 2021 نقطة تحوّل حاسمة في حركة السفر الدولية؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيام معدودات نودع فصل الربيع لنستقبل فصل الصيف المرتبط بالعطل والإجازات، والذي كان يشهد أعلى معدلات التنقل سواء على مستوى الدولة الواحدة أو ما بين الدول، غير أن كل شيء تغيّر بسبب فيروس هز العالم سرعان ما انتشر وتحوّل إلى جائحة منذ أزيد من عام، وهو ما أربك حركة النقل والسفر، حيث يعد قطاع السياحة من أكثر المتضررين جراء هذا الوباء العالمي.

وتؤكد منظمة السياحة العالمية، أن عدد المسافرين انخفض في الربع الأول من العام الجاري بـ83 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وأضافت أن الأرقام الضعيفة في الربع الأول جاءت بعد الانخفاض السنوي القياسي خلال العام الماضي بـ73 % في أعداد المسافرين في جميع أنحاء العالم، وهو ما تسبب في خسائر للقطاع بنحو 1.1 تريليون دولار، أي ما يعادل الناتج المحلي الإجمالي لإندونيسيا.

لكن ومع تقدم وتيرة اللقاحات في ظل رغبة دولية واضحة في محاصرة هذا الفيروس، بدأ المنحنى الوبائي العالمي في التراجع سواء من حيث الإصابات أم الوفيات، إذ حققت بريطانيا الرقم صفر في حالات الوفاة، فيما بدأت أوروبا والكثير من دول العالم تخفيف القيود والسماح بالسفر، فيما يؤكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أنه «لم تعد هناك حاجة إلى القيود الشاملة المفروضة على الناس». وفي فرنسا يستمتع الفرنسيون بنور الشمس ودرجات الحرارة الدافئة على شرفات المقاهي التي تعبّر عن الأسلوب الباريسي المميز وعلى ضفاف نهر السين الشهير. وبعد مرور أشهر من الإغلاق الذي فرضته الحكومة في إيطاليا، فتحت المطاعم والمقاهي أبوابها مرة أخرى أمام زبائنها فور بدء تخفيف قيود «كوفيد 19» وبدأت السويد، التي تميزت باستجابتها المعتدلة نسبياً للوباء، في تخفيف بعض قيود الإغلاق التي فرضتها سابقاً ابتداءً من يوم أمس الثلاثاء بعد أن شهدت البلاد تراجعاً في حالات الإصابة بالفيروس، وتقليل الضغط على المستشفيات خلال الأسابيع الأخيرة.

ودفعت هذه المؤشرات الإيجابية بأوروبا للبدء في رفع قيود السفر مع وصول العطلات الصيفية مع تسريع حملات التطعيم، وأوصى المسؤولون الأوروبيون للدول بإعفاء مواطني الدول الأعضاء الأخرى الذين تم تطعيمهم ضد «كورونا»، أو الذين أصيبوا بالفيروس في الأشهر 6 الأخيرة من أي اختبار أو حجر صحي.

إنها نفس التوصية المقدمة للمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي. كما تعفي المفوضية الأوروبية القاصرين الذين لا يتعين على والديهم القيام بذلك من فترات الحجر الصحي أو العزل، كما شجعت الحكومات على زيادة استخدام اختبارات «كورونا» السريعة لخفض فواتير السفر للأوروبيين، حسبما قالت صحيفة «الباييس» الإسبانية. في حين أوصت بروكسل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بإعفاء الأوروبيين من حملة «جوازات كورونا» من الخضوع للحجر الصحي في خطوة نحو تيسير شروط التنقل داخل التكتل. واعتباراً من الأول من يوليو، سيحصل كل سكان الاتحاد الأوروبي المحصنين ضد الفيروس على وثيقة رقمية تثبت ذلك، في إجراء يهدف إلى تسهيل العودة لحرية التنقل في الفضاء الأوروبي كما كانت عليه في زمن ما قبل «كورونا».

وتسعى المفوضية الأوروبية إلى توحيد الإجراءات التي سيخضع لها حملة هذه الوثيقة عند سفرهم داخل الاتحاد، في تحرك منها لإعادة إطلاق العجلة السياحية داخل الاتحاد قبل حلول موسم الصيف.

 

الصورة :

Email