مالي.. قائد الانقلاب رئيساً و«5 يونيو» تتأهّب لترشيح رئيس وزراء

ماليون في ساحة الاستقلال وسط باماكو تعبيراً عن فرحتهم بتولي غويتا مقاليد الأمور أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصدرت المحكمة الدستورية في مالي، قراراً، أعلنت فيه قائد الانقلاب العسكري، الكولونيل عاصمي غويتا، رئيساً للجمهورية، وللمرحلة الانتقالية. وجاء في قرار المحكمة، أنّ غويتا سيمارس مهام وصلاحيات وسلطات رئيس المرحلة الانتقالية، لقيادة العملية الانتقالية إلى خواتيمها. وأكدت المحكمة، أنها اتّخذت القرار، جراء شغور منصب الرئاسة، بعد استقالة الرئيس الانتقالي باه نداو. وأوضح غويتا، أنه لم يكن أمام الجيش خيارات عديدة غير التدخل، مضيفاً: «كان علينا الاختيار بين الفوضى وتماسك قوات الدفاع والأمن، واخترنا التماسك». وأضاف أنه سيتم تعيين رئيس جديد للوزراء، في غضون أيام. وقال غويتا: «خلال الأيام المقبلة، سيجري رئيس الوزراء، الذي سيتم تعيينه، مشاورات واسعة مع مختلف الأطراف». وطلب من الحاضرين دعم خياره المفضل لمنصب رئيس الوزراء من حركة 5 يونيو، التي كانت نافذة في مرحلة ما، وهمّشها الجيش بعد انقلاب أغسطس. وأردف غويتا: «إما أن نقبل برصّ الصفوف لإنقاذ بلدنا، أو أن نشن حروباً سرية تؤدي إلى فشلنا جميعاً».

ويرغب غويتا بتعيين أحد أعضاء «5 يونيو» رئيساً للوزراء، في خطوة يقول البعض إن من شأنها أن تخفف الضغط على الجيش. وقادت حركة «5 يونيو»، الاحتجاجات ضد كيتا في 2020، لكنها حرمت من تولي مناصب رئيسة في الإدارة التي هيمن عليها الجيش بعد الانقلاب. وقد يسهم التقارب مع المجموعة، في تخفيف الانتقادات المحلية والخارجية للجيش.

وأفادت مجموعة الأزمات الدولية، بأن تعيين رئيس للوزراء من «5 يونيو»، قد يخفف من القلق الدولي. وبدت «5 يونيو» بدورها، مستعدة للتعاون مع الجيش. وصرّح الناطق باسم المجموعة، جميل بيتار، في مؤتمر صحافي، أنّ «5 يونيو» سترشّح أحد كوادرها شوغويل مايغا، لتولي رئاسة الوزراء. وقال «علينا جميعاً أن نتحد حول الحكومة الجديدة». وفي باماكو، لم تظهر أي معارضة تقريباً لتحرّك الجيش لانتزاع السلطة مؤخراً. فبينما قبل البعض بحذر بدور المؤسسة العسكرية في السياسة، ذهب آخرون أبعد، ورحبوا به.

وقال دبلوماسيون، إن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، ستناقش الوضع خلال اجتماع في أكرا، عاصمة غانا، الأحد. وحذّر التكتل الذي يضم 15 دولة، من إمكانية إعادة فرض عقوبات على البلاد، إذ يُخشى من احتمال أن تزيد أي عقوبات من عدم الاستقرار في بلاد يبلغ تعدادها 19 مليون نسمة، وتواجه تمرّداً متطرفاً منذ عام 2012. إلى ذلك، احتشد المئات من سكان مالي في باماكو، للتعبير عن تأييدهم لضباط الجيش، بينما أعرب كثيرون عن معاداتهم لفرنسا، ودعوا إلى توطيد العلاقات مع روسيا.

Email