هل سيغلق بايدن معتقل غوانتانامو؟

سياج مغطى بالأسلاك الشائكة يحيط بمعتقل غوانتانامو أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار قرار البيت الأبيض، الإفراج عن ثلاثة من معتقلي غوانتانامو محتجزين منذ عشرين عاماً، تكهنات حول احتمال أن يغلق الرئيس جو بايدن هذا السجن العسكري الأمريكي. ووافقت لجنة بالبيت الأبيض في 17 مايو على إطلاق سراح ثلاثة معتقلين بينهم رجل الأعمال الباكستاني سيف الله باراشا عميد المعتقلين سناً. وكان الثلاثة قد اعتقلوا ونُقلوا إلى السجن بين 2001 و2003، ولم يتم توجيه أي تهم إليهم على غرار معظم المعتقلين الآخرين.

وكان جو بايدن نائباً للرئيس عندما أمر باراك أوباما بإغلاق غوانتانامو في يناير 2009 لمحاكمة السجناء أمام محاكم مدنية، إلّا أنّ القرار الذي لم يلق شعبية، عُلق في الكونغرس. وخلال ولايتيه الرئاسيتين، فضل باراك أوباما الإفراج سراً عن مئات المعتقلين الذين وافقت لجنة مراجعة الرئاسة على إطلاق سراحهم. وتوقفت عمليات الإفراج في عهد دونالد ترامب. وبينما تستعد الولايات المتحدة لانسحابها من أفغانستان في الذكرى العشرين للهجمات، ما زالت تحتجز 40 معتقلاً في قاعدتها في كوبا. وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي في ابريل الماضي، أنّ بايدن ما زال ملتزماً إغلاق معتقل غوانتانامو. بدوره، أكد شيلبي ساليفان بينيس محامي سيف الله باراشا، ثقته بأن إدارة بايدن ستفرغ غوانتانامو قدر الإمكان. وتقول دافني إيفياتار من منظمة العفو الدولية: «لا يمكن أن يكون لدى بايدن أي مصداقية حقيقية، عندما يدعو الدول الأخرى إلى احترام حقوق الإنسان من دون أن عطي الأولوية لإغلاق غوانتانامو».

ومن أربعين رجلاً ما زالوا محتجزين، ابلغ تسعة بالفعل بقرب خروجهم. وينتظر 12 آخرون بينهم خالد شيخ محمد الذي يعتقد أنه العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر محاكمتهم أمام لجنة عسكرية أصدرت حكمين فقط خلال عقدين. أما ال19 الآخرون فيواجهون مأزقاً قضائياً ومحتجزون بدون تهمة ولم تبرئهم لجة المراجعة التابعة للرئاسة.

ويرى شايانا كاديدال من مركز الحقوق الدستورية الذي يدافع عن عدد من المعتقلين، أن جو بايدن سيتجنب الخطأ السياسي المتثل بإعلان عام ويمكنه مثل باراك أوباما، السماح للجنة بالقيام بذلك. ويرحب كاديدال بتبدل موقف اللجنة عبر قراراتها الأخيرة، مشيرا إلى أنها باتت مستعدة الآن للاستماع إلى أصعب الحالات، مشيراً إلى أن هؤلاء المعتقلين يعانون من اضطرابات نفسية وأخضوا للتعذيب من قبل وكالة الاستخبارات المركزية. وقال شايانا كاديال، إن احتمال محاكمتهم في محاكم مدنية ما زال يشكل مجازفة سياسية لجو بايدن، فقد تكشف هذه المحاكمات عن عمليات تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان تعرض لها السجناء ويمكن أن تدفع القضاة والمحلفين إلى تعاطف معهم. وأضاف أن الفكرة المطروحة في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» تتعلق بإمكانية استخدام غوانتانامو في نزاعات مستقبلية.

ويخشى محامو المعتقلين، من عقوبات قصوى قد تصدرها هذه المحاكم المدنية. وقال كاديال: «لديهم شروط احتجاز أفضل من تلك الموجودة في سجن شديد الحراسة، ويمكن أن يموتوا لأسباب طبيعية في غوانتانامو، وجودهم في غوانتانامو بدون محاكمة هو إلى حد ما أفضل مما يمكن أن يعيشوه في مكان آخر».

Email