تكساس تتأهّب للتخلص من التسميات العنصرية لمواقعها الجغرافية

جدارية لجورج فلويد في أحد شوارع تكساس أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد معارك استمرت عقوداً، تعتزم تكساس تغيير أسماء نحو خمسة عشر موقعاً في الولاية، بينها بحيرات وأنهر وجبال، بسبب مدلولاتها العنصرية، في تغيير تطالب به السلطات المحلية ويُتوقع أن تصادق عليه هيئة فدرالية في العاشر من يونيو المقبل.

ولا تزال مواقع طبيعية مثل نيغروهيد لايك ونيغرو كريك، شاهدة على مخلفات الماضي القاتم في تكساس، إحدى ولايات الجنوب الأمريكي حيث كانت تمارس العبودية.

وبعدما كافحت من أجل الإبقاء على العبودية خلال الحرب الأهلية الأمريكية، باتت تكساس اليوم تتباهى بتنوعها الثقافي، بعدما أقرّت في العام 1991 قانوناً لإزالة أسماء المعالم ذات المدلولات العنصرية. وأعطى مقتل جورج فلويد، دفعاً جديداً للمبادرات الرامية إلى التنديد بالماضي العنصري للولايات المتحدة، سواء على صعيد التسميات الجغرافية أو التماثيل التي تجسد قادة عسكريين في الولايات الكونفدرالية أو أصحاب أراض كانوا يمارسون الاستعباد.

ومن المتوقع أن يصادق مكتب التسميات الجغرافية «بي جي ان»، وهي هيئة فدرالية أنشئت قبل أكثر من 130 سنة، في العاشر من يونيو المقبل، على تغيير أسماء 16 موقعاً في تكساس.

ويقول رودني إليس، وهو مسؤول رفيع المستوى في مقاطعة هاريس التي تتبع لها هيوستن كبرى مدن الولاية: «هذا مثار ارتياح عظيم، الخطوة أتت متأخرة لكن ذلك أفضل من عدم حصولها أبداً».

وقاد إليس حين كان عضواً في مجلس الشيوخ عام 1991، المعركة التشريعية الرامية لتغيير أسماء هذه المواقع. وسيصدر 15 عضواً في لجنة الأسماء الوطنية في هيئة «بي جي ان» الشهر المقبل، حكماً بشأن بعض من الاقتراحات التي يراوح عددها بين 250 و300 والرامية إلى تسمية أو تغيير أسماء مواقع جغرافية في أنحاء الولايات المتحدة.

وتكون الطلبات في أكثر الأحيان بسيطة، كمثل تأكيد أسماء متداولة أصلاً لدى السكان، لكن الهيئة تلاحظ بوضوح اهتماماً متزايداً بتغيير أسماء يُنظر إليها على أنها مسيئة، على ما توضح عضو الهيئة جنيفر رونيون وهي متخصصة في علم الجغرافيا.

وسيكون على مكتب الأسماء الجغرافية على سبيل المثال أن يبت ما إذا كان يجوز الاستمرار باستخدام تسمية «سكواو»، وهو مصطلح سلبي تُقصد به النساء من الأمريكيين الأصليين، على قمتين وواد في ولاية أوريغون ومجرى مائي وبحيرة في ويسكونسن. وفي تسعينات القرن العشرين، إثر قانون روّج له إليس، انتظرت هيئة «بي جي ان» أربع سنوات قبل بدء النظر في الاقتراحات المتعلقة بولاية تكساس قبل تأجيل بتّها.

ورغم القانون الصادر سنة 1991، اعتبر مكتب الأسماء الجغرافية حينها أن السلطات المحلية لم تُستشر بما يكفي كما ثمة نقص في المعلومات الخاصة بالسير الذاتية للأشخاص الذين اختيروا كأسماء بديلة للتسميات العنصرية، وفق جنيفر رونيون. وينبغي للملفات أن تتضمن إثباتات عن صلة بين الأشخاص المعنيين والأماكن التي يراد إطلاق أسمائهم عليها.

وإثر هذا الرفض، كان «مكتب التسميات الجغرافية يأمل بحصول متابعة وتقديم مزيد من التفاصيل والأدلة عن مشاورات محلية. لكن لم يُرسل لنا شيء، وفق جنيفر رونيون. ويبرر رودني إليس هذا الأمر، قائلاً: «كنت أظن أن إقرار قانون أمر كاف».

ومنذ ثلاثين عاماً، تختلف التسميات المستخدمة من ولاية تكساس عن الأسماء الرسمية.

وسمح الجدل الدائر على صعيد مناهضة العنصرية خلال الأشهر الأخيرة، بإعادة إرسال ملف الولاية مجدداً إلى مكتب التسميات الجغرافية. وعملاً بالقوانين الفدرالية، تسري حاليا مهلة انتظار ممتدة على 60 يوماً لتمكين قبائل الأمريكيين الأصليين الـ574 في البلاد من إبداء أي ملاحظة عليها قبل التصويت المرتقب في يونيو.

ويقول رودني إليس: «علينا استخدام الأماكن العامة لتكريم الأشخاص الذين شكّلوا مصدر إلهام لنا». ومن المتوقع أن يتغير اسم بحيرة «نيغروهيد» في بايتاون قرب هيوستن، إلى بحيرة هنري دويل، نسبة إلى أول طالب حقوق أسود التحق بجامعة عامة في تكساس. لكن إليس يرى أن هذه التطورات في تكساس ليست سوى البداية، ويجب تطبيقها على سائر الولايات الأمريكية.

Email