استئناف مباحثات فيينا اليوم والشكوك سيّدة الموقف

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجولة الرابعة من محادثات فيينا، التي من المقرر أن تنطلق اليوم، تلفها شكوك واسعة، وذلك على وقع الفجوة الكبيرة بين الولايات المتحدة وإيران حول عديد من الملفات الرئيسية، لا سيما المرتبطة بأنشطة إيران النووية، وكذلك الشروط التي تطرحها إيران، وعلى رأسها الرغبة في إنهاء العقوبات المفروضة مرة واحدة.

ووفقاً لـ«سكاي نيوز»، تنظر إيران لبعض المواقف الأمريكية خلال المحادثات باعتبارها «غير مقبولة»، طبقاً لتعبير المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، والذي نفى اتجاه واشنطن إبقاء العقوبات على بلاده، باعتبار أنه «لو كانت الولايات المتحدة قد تمسكت بالعقوبات، لما استمرت المحادثات».

ووفق خبراء مختصين بالشؤون الإيرانية، فإن المحادثات تحمل قدراً كبيراً من التعقيدات والملفات الخلافية، التي تستغرق وقتاً طويلاً لحسمها، موضحين في تصريحات متفرقة لموقع «سكاي نيوز عربية» عوامل رئيسية عدة، يتوقف عليها نجاح المحادثات في إقرار العودة للاتفاق النووي من عدمه، من بينها العوامل الداخلية في إيران.



إحداث تقدم

ويتوقع الباحث المختص بالشؤون الإيرانية علي عاطف، في تصريحات خاصة لـ«سكاي نيوز عربية» أن تحاول أطراف التفاوض في فيينا إحداث تقدم ولو جزئي في المفاوضات النووية الجارية هذا الشهر؛ لأن طهران لوحت في وقت سابق بتخليها عن عملية التفاوض إن مضى شهر مايو الجاري من دون رفع العقوبات، وعليه فإن الجولة الرابعة من المفاوضات في فيينا من المرجح أن تبدأ في طرح قضايا أكثر حساسية مما سبق، والتي من بينها بالطبع الملف الصاروخي لإيران.

وبالتالي فإن الظروف الجديدة التي تجيء تزامناً مع الجولة الرابعة، تحتم دخولها مرحلة متطورة عما سبقها، تشمل طرح قضايا التسلح الإيراني بشكل جدي، إلى جانب إحراز تقدم في مسيرة المفاوضات بشكل عام.



اتفاق حتمي

ويعتقد الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، محمد خيري، أنه «آجلاً أو عاجلاً سوف يتم التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران»، لكنه لا يرجح أن يكون ذلك الاتفاق على المستوى القريب جداً، بالنظر إلى جملة من المعوقات والمحطات المُهمة كذلك، من بينها ترقب تغيير النظام السياسي في إيران، عبر الانتخابات المزمع إجراؤها في شهر يونيو المقبل، وبالتالي «في تقديري، أعتقد أن الاتفاق بشكل نهائي لن يتم قبل الانتخابات».

ويشير إلى أن ثمة عديداً من المحددات، التي تحدد المسار الذي تسير فيه محادثات فيينا، وجملة من العقبات والملفات الخلافية، من بينها ما وصفه بـ«التشدد الإيراني» في مسألة الشروط الخاصة بضرورة رفع العقوبات المفروضة مرة واحدة، وكذلك رغبة الولايات المتحدة في إدراج ملف الصواريخ البالستية والسلوك الإيراني في المنطقة ضمن الاتفاق، وملفات تخص نشاط إيران النووي، منها أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وغيرها من الأمور ذات الصلة.

وبالتالي- في تقدير خيري- فإن ذلك لا يدعم في الوقت الحالي مسألة الوصول لصيغ توافقية سريعة، متحدثاً عن تنازلات، يمكن تقديمها في إطار التوصل لاتفاق، وهي تنازلات وصفها بـ«الطبيعية» في عالم السياسة والاتفاقات الدولية.



النفس الأطول

ويحكم «صراع النفس الأطول» نتائج المحادثات والملفات الخلافية العالقة، ذلك في الوقت الذي يُعلي فيه كل طرف (واشنطن وطهران) من سقف اشتراطاته، للخروج بأقصى مكاسب ممكنة. في الوقت الذي تقود فيه الفجوة الكائنة بين الطرفين إلى إطالة أمد المحادثات، وطريق طويل متوقع مسبقاً، لكن على النقيض، تعتقد الكاتبة والباحثة المتخصصة في الشؤون الإيرانية، ميرفت زكريا، أن الجولة الرابعة من محادثات فيينا قد تحمل تقدماً يضاف لما شهدته الجولات الثلاث الماضية من مناقشات حول ملفات رئيسية.

وتقول زكريا في تصريحات لـ«سكاي نيوز عربية»، إن ثلاث جولات انعقدت ضمن محادثات فيينا، يمكن البناء عليها في الجولة الجديدة، لا سيما أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن متحمسة لعودة إيران لالتزاماتها، والعودة للاتفاق النووي، ومن ثم رفع العقوبات «وبالتالي قد يتم التوصل لصيغة اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية في إيران يونيو المقبل»،

لكنها في الوقت نفسه تتحدث بموازاة ذلك عن ملفات عدة، تنعكس على مصير المحادثات، مرتبطة بالأوضاع الداخلية في إيران، والسلوك الإيراني في المنطقة، و«محاولات إيران لتصحيح علاقاتها حالياً»، على حد قولها.

Email