قناة إسطنبول المائية.. معارضة متنامية لأضخم مشروع تركي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يأبه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالأصوات الداخلية والإقليمية المعترضة على مشروع شق قناة مائية بين البحر الأسود وبحر مرمرة، وبالتالي سيكون البحر الأسود شمالي إسطنبول مربوطا بشكل مباشر ببحر مرمرة جنوبا عبر القناة التي يبلغ طولها 45 كيلومترا، وعمق 25 مترا، وبعرض يصل إلى 400 متر في بعض النقاط، وصولا إلى كيلومتر واحد في أخرى.

يواجه أردوغان جهتين، داخلية (المعارضة التركية) وخارجية (روسيا)، ضد المشروع. ويرفع رئيس بلدية اسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وهو من أبرز معارضي المشروع، شعار: "إما القناة وإما اسطنبول"، ووصفها بأنها "مشروع كارثي سيتسبب في مجزرة بيئية". وقال في تصريحات لوسائل إعلام أجنبية نقلتها وكالة فرانس برس في تقرير لها اليوم إنه تم منح الأملاك المحيطة بالقناة المرتقبة إلى حلفاء إردوغان السياسيين في قطاعي البناء والعقارات لتترك بلدية اسطنبول خارج العملية برمتها.

وتشير الخطط إلى أن عملية الحفر ستزيل 2.5 مليار متر مكعب من التربة، تخطط الحكومة استخدامها لبناء ثلاث جزر صناعية في بحر مرمرة. وسينقسم الجزء الأوروبي من اسطنبول إلى قسمين حيث سيتحول الجانب الشرقي إلى جزيرة بين القناة الجديدة والبوسفور.

ويتوحد أنصار البيئة وحماية المناخ في تركيا خلف رئيس بلدية اسطنبول. فهؤلاء لديهم اعتبارات أيضاً مستندة إلى البيئة للانضمام إلى المعارضة. فالقناة ستدمّر وتقضي أيضاً على الغابات بمساحة 23 مليون متر مربع، والأراضي الزراعية بمساحة 136 مليون متر مربع، وبالتالي سينجم عنها نقص الأوكسجين في هذه المناطق، وتدمير سد تبلغ سعته الاستيعابية سنوياً 55 مليون متر مكعب، وهو ما يهدد احتياطيات مياه الشرب.

لكن الحكومة تسوق رواية أخرى، فالقناة المقترحة ستخفف من العبء الملاحي عن مضيق البوسفور، وتقلل من الانبعاثات والمخلفات التي قد تضر بالمناطق الأثرية والتراثية المحيطة. وقال أردوغان في وقت سابق هذا الشهر رداً على انتقادات المعارضة: "سواء أعجبكم ذلك أم لا، سنبدأ وسنبنيها".

قلق روسي

لكن ما قد يقلق الرئيس التركي ليس أكرم إمام أوغلو وأنصار البيئة، إنما الصديق اللدود وراء البحر الأسود، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يخشى من أن تمنح "قناة اسطنبول" تركيا المنضوية في حلف شمال الأطلسي مزيدا من الهيمنة على حركة الملاحة الروسية.

وخاطر مجموعة من الأدميرالات الأتراك المتقاعدين بإثارة حفيظة إردوغان عبر التحذير من أنه سيكون على قناته الجديدة أن تخضع لبنود معاهدة قديمة تنظّم استخدام المضائق الاستراتيجية. وتعتبر روسيا من بين أشد الجهات الخارجية انتقادا للمشروع، حيث تخشى أن يشكّل طريقا جديدا لسفن حلف الأطلسي الحربية لدخول البحر الأسود بينما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية المطلة على البحر في عام 2014. ويضغط الروس والأدميرالات الأتراك المتقاعدون على إردوغان لوضع القناة الجديدة تحت بنود اتفاقية مونترو لعام 1936 التي تفرض شروطا صارمة على المرور عبر مضيقي البوسفور والدردنيل.

ونقلت وكالة فرانس برس عن المتخصص في شؤون تركيا في شركة الأبحاث "غلوبال سورس بارتنرز" في نيويورك أتيلا يسيلادا أن أردوغان قد يرى القناة الجديدة كوسيلة للتفاوض على علاقات أفضل مع واشنطن: "من الممكن أن يفكر اردوغان في مقايضة حرية مرور سفن حلف الأطلسي إلى البحر الاسود مقابل (تخفيف) العقوبات" التي فرضتها واشنطن على تركيا لشرائها أسلحة روسية.

كلمات دالة:
  • قناة إسطنبول المائية،
  • العقارات،
  • مشروع تركي
Email