«الناتو» يبدأ انسحاباً منسقاً من أفغانستان

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» من أفغانستان بشكل «منسّق» بعد اتخاذ كل التدابير لتأمينها.

وقال مسؤول في الحلف «بدأ الانسحاب. ستكون عملية منظمة ومنسّقة ومدروسة. ستكون سلامة جنودنا أولوية قصوى في كل خطوة من العملية، ونتخذ جميع التدابير اللازمة لتأمين سلامة طاقمنا».

يأتي تصريح المسؤول في «الناتو» تزامناً مع تعهد ألمانيا على لسان وزير خارجيتها هايكو ماس بمواصلة دعم أفغانستان لفترة ما بعد سحب قوات حلف شمال الأطلسي من هناك، وذلك خلال زيارة له أمس إلى كابول.

شريك موثوق

وقال ماس بعد وصوله إلى كابول: «ألمانيا ستظل شريكاً موثوقاً به بجانب المواطنين في أفغانستان»، وأضاف أنه صحيح أن العملية العسكرية ستنتهي قريباً، إلا أنه سيتم مواصلة الالتزام تجاه البلاد على جميع المستويات. وتابع: «من مصلحتنا نحن الأوروبيين تحقيق أفق مستقبلية جيدة وآمنة للأفغان. إننا نريد بالتأكيد منع أية انتكاسة والعودة إلى عصور قديمة».

وكان ماس وصل في وقت سابق من صباح أمس إلى العاصمة الأفغانية كابول على متن طائرة عسكرية تابعة للجيش الألماني تحت إجراءات أمنية مشددة.

يشار إلى أن حلف الأطلسي قرر قبل أسبوعين سحب الجنود المتمركزين هناك والبالغ عددهم نحو 10 آلاف جندي وإعادتهم إلى بلادهم، وذلك بعد مرور 20 عاماً تقريباً على تمركزهم هناك.

والموعد الرسمي لبدء سحب القوات هو غداً السبت. وتسير الاستعدادات في كل قاعدة عسكرية على قدم وساق، ومن بينها قاعدة الجيش الألماني أيضاً.

يشار إلى أن ألمانيا توفر ثاني أكبر وحدة من قوات الحلف بعد الولايات المتحدة. ويتمركز هناك نحو 1100 جندي ألماني، منهم 100 جندي تقريباً في العاصمة كابول ونحو ألف جندي في مزار شريف. ويعد معسكر مارمال، الواقع بالقرب من مزار شريف، أكبر قاعدة عسكرية للجيش الألماني خارج ألمانيا.

ولكن ماس يركز خلال زيارته بصفة خاصة على فترة ما بعد سحب القوات والتي تعتزم خلالها ألمانيا مواصلة مساندة الأفغان من خلال مساعدة إعادة الإعمار. وتعهد ماس بأن بلاده ستدعم مفاوضات السلام المتوقفة حالياً بين الحكومة الأفغانية وجماعة طالبان، وقال: «عملية السلام بحاجة لدفعة دبلوماسية جديدة... ليس هناك حل تفاوضي سهل، ولكن المفاوضات تظل الفرصة الأفضل لمستقبل مستدام وآمن ومستقر للبلاد».

وتعهد الوزير الألماني بتوفير مساعدة مدنية أيضاً. وكانت الحكومة الألمانية وفرت لأجل ذلك 430 مليون يورو في العام الجاري، وتم التعهد بأموال مماثلة للأعوام المقبلة حتى 2024. ولكن من المقرر أن يكون دفع هذه المساعدات مرهوناً بمواصلة التقدم في عملية السلام وعوامل أخرى مثل مراعاة حقوق الإنسان.

انفجار

إلى ذلك، أصيب ستة أشخاص في انفجار وقع أمس، واستهدف سيارة كانت تقل موظفين يعملون في شركة توزيع الكهرباء في البلاد «دا أفغانستان بريشنا شيركات»، بإقليم نانغارهار شرقي البلاد، بحسب ما قالته الشركة في بيان. وذكرت قناة «طلوع نيوز» الإخبارية أن الحادث وقع في المنطقة الثالثة بمدينة جلال أباد.

Email