تحذير أممي من نزاع شامل في بورما

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعربت الأمم المتحدة، اليوم، عن خشيتها من أن تنزلق بورما على غرار سوريا إلى نزاع شامل بعد الانقلاب الذي تندّد به حركة احتجاج احتفلت بأول يوم من السنة البوذية الجديدة بكتابة رسائل مؤيدة للديمقراطية على قدور تقليدية ملأتها بالأزهار.

وبحسب تعداد أجرته جمعية دعم السجناء السياسيين، أدى قمع حركة العصيان إلى 710 قتلى على الأقل بينهم 50 طفلاً. وأوقف ثلاثة آلاف شخص منذ الانقلاب.

وقالت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه اليوم إنها تخشى «من أن الوضع في بورما يتّجه إلى نزاع شامل» داعيةً الدول إلى «اتخاذ تدابير فورية وحاسمة وفعّالة» لإرغام المجموعة العسكرية على وضع حدّ للقمع.

وحذّرت من أن الوضع في بورما «يحمل أصداء واضحة لما حصل في سوريا في 2011»، معتبرةً أن الإدانات والعقوبات الموجّهة «غير كافية بشكل واضح».

في هذا السياق، أعرب عدد كبير من المعارضين للانقلاب عن رغبتهم في مقاطعة عيد المياه منطلق مهرجان رأس السنة البوذية الجديدة (ثينغيان) الذي يُفترض أن يستمرّ حتى الجمعة. وتريد حركة العصيان المدني أن تُسمع صوتها.

وحوّل سكان رانغون ومونيوا وباغو قدور أزهار تُستخدم تقليدياً للأعياد إلى أدوات للتعبير عن رأيهم فطلوها أو كتبوا عليها رسائل مؤيدة للديموقراطية، قبل أن يضعوها في الشوارع.

وكُتب على الأواني الفخارية: «ناضلوا من أجل الديمقراطية»، «لا تستسلموا أبداً».

تكريم القتلى

وقال راي وهو معارض في رانغون لم يكشف عن اسم عائلته لأسباب أمنية، إن قدور الأزهار هي وسيلة لاستقبال العام الجديد و«تكريم القتلى الأبطال». وأضاف «ستحصل مجموعة أمور مخطّط لها في الأيام المقبلة لإظهار أننا ضد هذه الدكتاتورية».

وقال طالب في ماندالاي (وسط) لم يكشف عن اسمه «حتى لو أننا في فترة احتفالات، فنحن لا نلهو. لن نرتاح طالما لم تتمّ الإطاحة بهذا الدكتاتور وسنواصل الانتفاض»، في إشارة إلى قائد المجموعة العسكرية.

ووضع سكان في ماندالاي، ثاني مدن البلاد، قدور أزهر على الستوبا وهو نصب ديني بوذي، مع صورة للتحية بالأصابع الثلاثة، رمز المقاومة.

وكتبت مبعوثة الأمم المتحدة إلى بورما كريستين شرانر بورغنر في تغريدة أن «ثينغيان يجب أن يكون احتفالاً سعيداً، لكن للأسف ما من شيء يدعو للاحتفال في بورما».

فصائل اتنية

وكثّفت فصائل اتنية مسلّحة بعضها يدعم علناً حركة الاحتجاج، الهجمات على الجيش والشرطة خلال الأسابيع الماضية. وردّ الجيش بضربات جوية تسببت بحسب مجموعة «فري بورما راينجرز»، وهي منظمة إنسانية مسيحية، بنزوح أكثر من 24 ألف مدني في ولاية كارن (جنوب شرق) حتى السبت.

وأكدت المنظمة التي تدير مؤسسة صحية في هذه الولاية، أن الضربات تسببت بمقتل 20 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من أربعين آخرين. ولم تتمكن فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من هذه الحصيلة.

وتسببت الغارات بفرار آلاف السكان إلى تايلاند خلال الأسابيع الماضية لكن معظمهم عادوا إلى الجانب البورمي من الحدود.

ونشرت الحكومة التايلاندية اليوم على تويتر صوراً تُظهر عمالاً يعقّمون مناطق لجأ إليها النازحون في إطار تدابير مكافحة فيروس كورونا.

Email