أمريكا والصين.. مناوشات بالعقوبات والتوتر مرشح للتصعيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتجه مسار العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلى رسم خطوط تحالفات كبرى في العالم، وهو مسار بدأ يجتذب لاعبين كانوا مترددين حتى وقت قريب، مثل كندا والاتحاد الأوروبي، اللتين فرضتا عقوبات على شخصيات قيادية صينية، وردت بكين بالمثل، وفرضت عقوبات على معظم الدول الغربية.

وبات الخطاب السياسي الغربي يتمحور حول ملف حقوق الإنسان، وهو ملف يتم استخدامه كنقطة ضعف لبكين، التي لا يبدو أن لديها نية للتخلي عن تحدي هذا الائتلاف الغربي الممتد من الأطلسي وحتى المحيط الهادي، مع حلفاء إقليميين كبار مثل أستراليا واليابان.

ويرسم الرئيس الأمريكي جو بايدن منهجاً مختلفاً، ومتأخراً في الوقت نفسه، لإنقاذ مكانة أمريكا المهيمنة في العالم، فقد اقترح خلال مكالمة مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن تكون لدى الدول الديمقراطية خطة للبنية التحتية، لمنافسة المبادرة الصينية المعروفة بالحزام والطريق.

نظام القطبين

وقال خبير الشؤون الصينية جان- بيار كابيستان من الجامعة المعمدانية في هونغ كونغ، في إفادة لوكالة «فرانس برس»: «نتجه إلى نظام القطبين وحرب باردة جديدة».

وأضاف: «ثمة وحدة صف قوية للأنظمة الديمقراطية حول شينجيانغ وهونغ كونغ وحقوق الإنسان في الصين، والجديد بالنسبة للولايات المتحدة هو أنها بحاجة إلى حلفائها، لتشكيل ثقل مواز لنفوذ الصين».

وبوضع الدفاع عن الحريات في أعلى سلم أولوياته خلافاً لسلفه دونالد ترامب، يكون جو بايدن بصدد كسب رهانه في إعادة اللحمة بين الأنظمة الديمقراطية في مواجهة التحدي الصيني، على ما يؤكد المحلل السياسي المستقل هوا بو.

تحركات صينية

في المقابل، كثف وزير الخارجية الصيني وانغ يي الاتصالات مع الدول، التي تتواجه مع الغرب بدءاً بلقاء سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، الذي زار جنوب الصين أخيراً.

وشكل اللقاء فرصة للبلدين للتشديد على «عدم وجود شكل واحد فقط للديمقراطية»، وبينما يحدث تقارب بين موقف أمريكا والاتحاد الأوروبي، تعمل موسكو وبكين، بدورهما، على تعزيز العلاقات بشكل أكبر في إطار المواجهة، التي تلوح في الأفق، وتستهدف الدولتين. وصعّد وزير الخارجية الصيني وانغ يي موقفه خلال لقاء في الصين عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال وانغ «في الأيام الماضية، تحدثت أقلية من القوى الغربية للتشهير بالصين وانتقادها». وأضاف: «لكنها يجب أن تعرف هذا الأمر: لقد ولت الحقبة التي كان بإمكانهم فيها اختلاق قصص أو فبركة كذبة، من أجل التدخل في الشؤون الداخلية للصين».

كما وصف لافروف علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي بأنها أصبحت «مدمرة» بعد فرض التكتل عقوباته الجديدة على روسيا، وأن هذا أدى بالضرورة إلى تطور علاقات روسيا مع الصين بصورة أسرع من تطوير العلاقات مع بقية دول التكتل.

ووقع وانغ يي في طهران أمس الأول اتفاق تعاون استراتيجي وتجاري على 25 عاما بين البلدين مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.

Email