هل تصبح ميانمار ساحة جديدة لتسوية الحسابات الدولية؟

مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في يانغون / إي.بي.أيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجه الأزمة في ميانمار نحو الاصطدام بحلول صفرية مع سيلان الدماء بشكل غير مسبوق في الاحتجاجات ضد الانقلاب، وهو ما يفتح بؤرة أزمة مرشحة لأن تكون مديدة في جنوب شرق آسيا، ولا مفر من أن تتقاطع هذه الأزمة، عاجلاً، مع التنافس الدولي الكبير بين الولايات المتحدة والصين في المحيط الهادي وامتداداتها في القارة الآسيوية وجزرها.

وشهدت العاصمة يانغون المواجهة الأكثر دموية، اليوم، حيث قتلت قوات الأمن 14 محتجاً على الأقل بينما ذكرت وسائل إعلام محلية أخرى أن عدد القتلى يزيد على ذلك، ليبلغ مجموع الضحايا منذ الانقلاب العسكري أكثر من 90 قتيلاً.

هناك مؤشرات أن تتجه الأمور في ميانمار إلى صدامات مسلحة. فقد وجّه القائم بعمل رئيس الحكومة المدنية الموازية، ماهن وين خاينج ثان، كلمة للشعب لأول مرة، السبت، من مكان اختبائه وتعهد بالمضي قدما في ثورة للإطاحة بالمجلس العسكري.

وتم تعيين ماهن وين خاينج ثان، من قبل لجنة برلمانية تضم مشرّعين مخلوعين في أعقاب الانقلاب العسكري في الأول من فبراير. وأعلنت اللجنة عزمها إقامة ديمقراطية اتحادية ويعقد زعماؤها اجتماعات مع ممثلي أكبر المنظمات العرقية المسلحة في ميانمار والتي تسيطر بالفعل على مساحات شاسعة من الأراضي في جميع أنحاء البلاد. وقد تعهد البعض بتقديم الدعم. وأعلن المجلس العسكري أن هذه اللجنة غير قانونية وقال إن أي شخص عضو فيها يمكن أن يواجه تهمة الخيانة التي تصل عقوبتها إلى الإعدام. في المقابل، وصفت اللجنة المجلس العسكري بأنه «منظمة إرهابية».

وأظهرت لقطات مصورة محتجين يمسكون دروعاً بدائية ويضعون خوذات بينما يواجهون قوات الأمن في منطقة هالينجثايا بالمدينة. وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود فوق المنطقة. وذكرت شبكة تلفزيون الصين الدولية (سي.جي.تي.إن) أن أشخاصاً وصلوا على متن دراجات نارية ومسلحين بقضبان معدنية وفؤوس وبنزين أضرموا النار في مصنعي ملابس أُقيما بتمويل صيني في المنطقة.

ورغم أن القوى الدولية لم تدخل على خط الأزمة حتى الآن، إلا أن مؤشرات الاصطفاف تقترب من التشكل. وعقدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن اجتماعاً عبر الإنترنت مع زعماء الهند واليابان وأستراليا الجمعة، في أول قمة رسمية للمجموعة التي تعرف باسم (مجموعة الحوار الأمني الرباعي) في إطار مسعى للتعبير عن التزام أمريكي جديد تجاه الأمن الإقليمي. وقال الزعماء الأربعة في بيان صادر عن البيت الأبيض «نؤكد بصفتنا داعمين لميانمار وشعبها منذ وقت طويل على الحاجة العاجلة لاستعادة الديمقراطية».

وتتفادى الصين إبداء موقف صريح حتى الآن، إلا أن ما يشاع بين المتظاهرين، وفق تقارير إخبارية، أن بكين لا ترى في الانقلاب العسكري تهديداً لمصالحها، وتنفي بكين أي تدخل لها في الأزمة.

لا شيء من الذي يحدث يفيد بأن هناك احتمالاً للتوافق بين الطرفين المحليين في ميانمار، فالمعركة، وفق لهجة كل من العسكريين والمدنيين، معركة وجود.. حتى الآن. أما القوى الدولية فإنها ما زالت في موقع المراقب، مع أن ظلال السياسات توحي أن ميانمار قد تصبح أحدث ساحة لتسوية الحسابات المتعثرة دولياً.

كلمات دالة:
  • ميانمار،
  • الأزمة،
  • القوى الدولية،
  • العسكريين،
  • المدنيين
Email