تقارير «البيان»

بايدن يستشرف مرحلة «ما بعد كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتطلع الرئيس الأمريكي، جو بايدن لأن يكون عام 2021 استهلالاً قوياً لرئاسته سواء لجائحة كورونا أم الاقتصاد، وهما أكبر تحديين يواجهان إدارته الجديدة ولم يتم التغلب عليهما بعد أو تجاوزهما. ورث بايدن لقاحات عدة وهو في الطريق إلى توليه السلطة، والتي بدأ العمل عليها منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، لا سيّما لقاحا شركتي فايزر ومودرنا، إلى جانب لقاح جونسون آند جونسون الذي يتميز بأنه من جرعة واحدة ويمكن تخزينها بسهولة في الثلاجات التقليدية، فيما أشرعت هذه اللقاحات الآمال أمام إمكانية العودة إلى الحياة الطبيعية بحلول أبريل أو مايو على أبعد تقدير.

ذكر د. مارتي ماكاري من جامعة جونز هوبكنز بمقال في «وول ستريت جورنال»، أنّ هناك سبباً لاعتبار أنّ الولايات المتحدة تتجه نحو مستوى منخفض للغاية من العدوى، مشيراً إلى أنّه وعلى الرغم من أنّ هناك المزيد من المصابين إلّا أنّ معظم الإصابات متوسطة أو دون أعراض، فيما هناك أعداد أقل من الأمريكيين لم يتعرضوا للعدوى. ووفق تقديرات مكاري فقد تنتهي الجائحة بحلول أبريل المقبل، بما يسمح للأمريكيين العودة لحياتهم الطبيعية.

مناعة قطيع

وبغض النظر عما إذا كان سيتم إنجاز «مناعة القطيع» بحلول أبريل أو يوليو المقبلين أو حتى في فصل الخريف المقبل، فإنّ الولايات المتحدة تسير نحو توجه إيجابي للغاية، خلافاً لما كان عليه الوضع في مارس 2020 في بداية الجائحة، عندما دخل الأمريكيون دهاليز العزلة والرعب، بما نجم من الجائحة من إغلاق للمدارس والأعمال والمصالح والألعاب الرياضية، فيما معدّلات الوفيات في ارتفاع، والخوف من المجهول واقع ملموس.

وفي استطلاع للرأي أجرته مؤسسة يوجوف الأمريكية لأبحاث الرأي، عن آراء الأمريكيين في عام 2020، قال 54 في المئة منهم إنه كان عاماً بالغ السوء. وحال سارت الأمور إيجاباً مع وعده بأن يتمكن كل الأمريكيين الراغبين في التطعيم من الحصول عليه بحلول منتصف مايو، فمن المتوقع أن تعود المطاعم إلى كامل طاقة عملها، وتبدأ الملاعب في العودة إلى تنظيم فعالياتها، فضلاً عن بدء ملايين العائلات في لم الشمل وتبادل الزيارات.

استثمار تعافٍ

ومن المتوقع أن يستفيد بايدن من بدء التعافي الاقتصادي الذي قد ينمو بصورة أسرع في الثلاثة أرباع من هذا العام، بسبب حالة تزايد شهية الإنفاق الاستهلاكي من الأموال التي كانت مدخرة في ظل حالة الإغلاق الاقتصادي جراء الجائحة. وسواء أكان هذا عادلاً أم لا، فإن اللوم يقع دائماً على الرؤساء الأمريكيين عندما تكون الأحوال سيئة، كما أنهم ينسب إليهم تحسن الأوضاع، وفي الوقت الراهن تتجه الأمور نحو «أمريكا ما بعد كورونا».

وكانت حزمة الإغاثة ضد جائحة كورونا والبالغة 1.9 تريليون دولار سبباً في الحصول على نسبة موافقة على أدائه الاقتصادي تبلغ 60 في المئة، و67 في المئة عن أدائه بشأن الجائحة، لاسيّما مع تطعيم أكثر من مليوني شخص يومياً.

 

Email