تحليل إخباري

هل يستطيع ترامب تحويل نهايته إلى بداية؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

دأب الرؤساء الأمريكيون السابقون على ممارسة بعض المهمات ذات الطابع الإنساني، أو قاموا بمهمات وساطة في صراعات دولية، أو ترأسوا فرق إشراف على الانتخابات في بلد ما.

لكن الرئيس السابق دونالد ترامب بدد هذه الصورة، وأصر على التأكيد أنه لم يغادر الساحة السياسية، بل ألمح في أول ظهور علني له بعد خروجه من البيت الأبيض، إلى الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة 2024.

خطاب ترامب خلال مؤتمر العمل السياسي للمحافظين بولاية فلوريدا، شطب أي اعتقاد بأنه سيختفي من المشهد السياسي، مثل بقية الرؤساء السابقين، وأثبت خطابه الذي امتد أكثر من ساعة ونصف الساعة، أنه السياسي الجمهوري الأكثر تأثيراً.

وعندما اعتلى ترامب المنصّة لاقى حفاوةً بالغة من مؤيّديه، بحسب وكالة فرانس برس. وترجح مصادر أن الرئيس الأمريكي السابق خرج إلى جمهوره المتشوق لظهوره، من دون تغيير يذكر.. فهل هو قادر على تحويل النهاية إلى بداية؟

الأكثر نفوذاً

لا يزال ترامب، بشهادة خصومه قبل أنصاره، حامل لواء الحزب على الأقل حتى الآن، وقد أظهر المؤتمر مدى تمكن الرئيس السابق من إعادة تشكيل الحزب الجمهوري بالكامل على شاكلته وصورته خلال السنوات الأخيرة، إذ تبين أن ظهوره كصاحب الكلمة الأخيرة بين متحدثين كثيرين في المؤتمر، ما يضعه في قائمة المرشحين المحتملين لترشيح الحزب لانتخابات 2024. وفي حين وصفت شبكة "سي إن إن" خطاب ترامب بـ"أكاذيب مكررة"، قالت صحيفة «ذا هيل» الأمريكية إن اجتماع الحزب الجمهوري كان مليئاً بالثناء على ترامب، وخالياً من معارضيه.

وأشارت إلى أن المؤتمر أظهر بوضوح استمرار قبضة ترامب الحديدية على الحزب، مستشهدة بالاستطلاع الذي أجراه مؤتمر العمل السياسي للمحافظين أن 55% ممن شملهم الاستطلاع سيصوتون لصالح ترامب في الانتخابات التمهيدية الأولية لعام 2024، بينما قال 95% من المشاركين إنهم يريدون أن يواصل الحزب الجمهوري أجندة ترامب السياسية.

وقال خبير استطلاعات الرأي جيم ماكلوفين، الذي أعلن عن نتائج الاستطلاع في المؤتمر: «مرة أخرى ترون مدى أهمية اجتماع الجميع، القاعدة الشعبية، وقاعدة الحركة المحافظة، وقاعدة الحزب الجمهوري وجميعهم يريدون الرئيس ترامب أو مرشح على خطى ترامب».

تحذيرات

وأثار خطاب ترامب مخاوف من إضعاف فرص استعادة الجمهوريين الأغلبية بمجلسي الشيوخ والنواب، إذ حذر آدم كينزينغر، العضو الجمهوري في مجلس النواب من أن تركيز الرئيس السابق على الانتقام، سيتسبب في انقسام حزبهم. وعبّر السيناتور الجمهوري بيل كاسيدي، عن خشيته من استمرار خسارة الحزب، إذا حصل ترامب على الدعم، بحسب الصحيفة.

يشير البعض إلى أن الاختبار الحقيقي سيتضح بجلاء العام المقبل، حينما تبدأ معركة الانتخابات التمهيدية بين المتنافسين في الحزب الجمهوري، وستتضح أكثر مع نتيجة انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر 2022، التي ستكشف عما إذا كان معسكر ترامب ما زال قادراً على الفوز بأغلبية مجلسي الشيوخ والنواب، أو أحدهما على الأقل، كما يقول ترامب، أم يفشل ويدفع ثمناً باهظاً، من المرجح أن يفقده تأثيره القوي على حزبه.

Email