«سباق التسلّح» ليس الخلاف الوحيد بين موسكو وواشنطن

بوتين وبايدن.. هل يلبيان دعوة غورباتشوف للحوار؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

عام 1987، وقّع الرئيس الأمريكي رونالد ريغان ونظيره السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، معاهدة الحد من الصواريخ النووية متوسطة المدى (آي إن إف)، التي أجبرت البلدين، للمرة الأولى، على خفض ترسانتيهما النوويتين.

ووصفت المعاهدة بـ«التاريخية»، حيث إنها فتحت الطريق لعهد جديد من العلاقات بين الكتلتين الشرقية والغربية. جاءت المعاهدة بعد مرور عامين على صعود غورباتشوف إلى قمّة السلطة في الاتحاد السوفييتي، وكان أصغر قيادي سوفييتي يصل إلى أعلى منصب في البلد، وقد بدأ عهداً جديداً تحت عنوان «البيريسترويكا» (إعادة البناء)، مع المزيد من الانفتاح على الحوار مع واشنطن. لكن بعد مرور 3 سنوات على تلك المعاهدة انهار الاتحاد السوفييتي، وانفردت الولايات المتحدة بزعامة العالم، قبل أن تعاود روسيا النهوض وتعود القطبية المتعددة للنظام العالمي.

دعوة للحوار

الآن، وبعد 34 عاماً على معاهدة «آي إن إف»، يدعو غورباتشوف الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن، لعقد لقاء من أجل التخفيف من خطر نشوب حرب نووية. وقال غورباتشوف لوكالة «إنترفاكس» الروسية: «لقد بيّنت التجربة أنه من الضروري الالتقاء والتفاوض، والأهم هو ترك الكراهية المتبادلة... وحيث إن المطلوب هو تجنب حدوث هذه المشكلة فمن المستحيل حلها من طرف واحد، بل يجب الالتقاء ويجب على الجميع أن يهتموا بذلك».

غورباتشوف استذكر تجربته في التواصل مع ريغان، مشيراً إلى أن الأخير كان «محافظاً حتى النخاع»، لكنه انخرط في العملية التفاوضية عندما أدرك حجم المشكلة العالقة. كما عبّر آخر رئيس سوفييتي عن قناعته بأن لدى روسيا والولايات المتحدة «تجربة كبيرة جداً للإجابة عن سؤال: ما هو القصد وكيف الوصول إليه؟».

الرغبة والإنجاز

لكن الخلافات بين القوتين العظميين لا يقتصر على «سباق التسلّح»، بل يتعداه إلى ملفات وأزمات عدة، من أوكرانيا إلى سوريا مروراً باتهامات في التدخل بالانتخابات والتجسس والهجمات الإلكترونية أخيراً، فضلاً عما تراه موسكو تدخلاً في شؤونها فيما يتعلق بقضية المعارض المسجون ألكسي نافالني.

لكن فيما يتعلق بسباق التسلّح، خطت القوتان، في يناير الماضي، خطوة باتجاه تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية (نيو ستارت) بين واشنطن وموسكو الموقعة في 2010 وكانت مهددة مع انتهاء مدتها.

من غير المعروف إن كان هذا التقارب «الصاروخي» سينسحب على الأزمات الأخرى، إذ إن بايدن الذي دخل البيت الأبيض للتو منشغل بأزمات داخلية وخارجية متعددة.

Email