ماذا بعد تحذير بايدن لإيران «لن تفلتوا من العقاب»؟

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«لن تفلتوا من العقاب.. احذروا». هكذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن واضحاً في تحذيره إيران عقب ضربة جوية أمريكية على مواقع ميليشيات موالية لطهران في سوريا والتي قتل فيها 22 مسلّحاً، في أوّل عمليّة عسكريّة لإدارة جو بايدن ردّاً على هجمات طالت مؤخّراً مصالح غربيّة في العراق. «لن تفلتوا من العقاب. احذروا»، موجهاً تحذيره إلى طهران.

وعلق البيت الأبيض على الرد الأمريكي بأنّ الولايات المتحدة بعثت «رسالة لا لبس فيها» عبر شنّها الغارات.

وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية، فإنّ طائرتَي «إف 15 إي» من طراز «سترايك إيغلز» أسقطتا سبع ذخائر دقيقة التوجيه الخميس على منشآت في شرق سوريا تستخدمها مجموعات مسلّحة يُعتقد أنها وراء سلسلة هجمات صاروخيّة على القوّات الأمريكيّة في العراق.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان 22 قتيلاً على الأقلّ من فصائل عراقيّة موالية لإيران، غالبيّتهم من كتائب حزب الله.

دمّرت الغارات الأمريكية، وفق المرصد، ثلاث شاحنات تحمل ذخيرة لحظة دخولها من معبر غير شرعي من العراق إلى جنوب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي.

وتخضع المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين لنفوذ إيراني، عبر مجموعات موالية لها تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري. وغالباً ما تتعرّض شاحنات تنقل أسلحة وذخائر أو مستودعات في المنطقة لضربات تُنسب لإسرائيل التي تؤكد غالباً عزمها على إنهاء «التموضع الإيراني» في سوريا.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ واشنطن أخطرت الجيش الروسي قبل أربع أو خمس دقائق فقط. وقال: «هذا النوع من التحذير، عندما تكون الضربات قيد التنفيذ، لا ينفعنا».

في 15 فبراير، أصابت صواريخ قاعدةً عسكرية تتمركز فيها قوات التحالف الدولي في مطار أربيل (شمال). وقُتل شخصان أحدهما متعاقد مدني أجنبي يعمل مع التحالف. ورغم أنّ كتائب حزب الله لم تعلن مسؤوليتها عن الهجمات، أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن الفصيل مسؤول عنها. وقال لصحافيين على متن طائرة نقلته إلى واشنطن بعد جولة سريعة لحاملة الطائرات «يو إس إس نيميتز» قبالة سواحل كاليفورنيا: «نحن متأكدون من الهدف الذي اخترناه». وأضاف: «نحن على يقين بأنّ هدفنا كان الميليشيا التي نفذت الهجمات الأخيرة» ضد مصالح غربية في العراق.

الصورة :

وقالت الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية دارين خليفة لوكالة فرانس برس إنّ واشنطن تبدو كمن يرسل «إشارة إلى أنها لن تتساهل مع أنشطة إيران الإقليمية لصالح المحادثات النووية»، مضيفة: «لا أرى في ذلك (القصف) موقفاً متشدداً على نحو خاص، إذ كان رد الولايات المتحدة موجهاً إلى هدف غير مهم نسبياً».

وتوجّه إدارة بايدن، وفق الباحث في معهد دراسات الحرب نيكولاس هيراس، رسائل إلى «خصوم سياسته تجاه إيران في الداخل بأن الولايات المتحدة قادرة أن تكون قاسية تجاه إيران»، وأخرى إلى إسرائيل بأن واشنطن قادرة أيضاً على ضرب المجموعات التابعة لإيران. وأضاف أن «الضربات الأخيرة لا تتعلق بما حصل في العراق فقط، بل إنها جزء من لعبة دبلوماسية أوسع تجاه إسرائيل والحزب الجمهوري».

وسبق للجيش الأمريكي أن أعلن نهاية عام 2019 قصف خمس قواعد لكتائب حزب الله العراقي في كل من سوريا والعراق، بعد مقتل أمريكي في هجوم بالصواريخ طال قاعدة عسكرية عراقية.

Email