ترامب خسر الانتخابات... فهل ينجح في شق الحزب الجمهوري؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصويت الأغلبية الساحقة من الجمهوريين في مجلس الشيوخ لصالح تبرئة الرئيس السابق دونالد ترامب يعتبر مؤشراً على نفوذه في حزبه (الجمهوري)، لكن هذا لا يعني أن الحزب لن يدفع ثمن هذه المحاكمة، حتى وإن فشلت في إدانة ترامب، فضلاً عن تداعيات مجمل السياسة التي انتهجها خلال ولاية واحدة في البيت الأبيض، ويمكن القول: إن تاجر العقارات الشهير الذي خسر الانتخابات، ربما «ينجح» في شق الحزب الجمهوري.

وكان فشل الكونغرس في إدانة ترامب قوة دافعة للرئيس السابق كي يجاهر بالقول إنه حاضر في المشهد السياسي وإنه مستمر في ما يسميه معركة «عظمة أمريكا»، وقال في بيان إن «حركتنا التاريخية والوطنية والجميلة لجعل الولايات المتحدة عظيمة مجدداً قد بدأت لتوها». وأضاف «في الأشهر المقبلة لديّ الكثير لأتشاركه معكم، وأنا أتطلع لمواصلة رحلتنا الرائعة معاً لتحقيق العظمة الأمريكية لشعبنا بأجمعه».

من اللافت أن ثمة مؤيدين كثيرين له ويدافعون عنه بشراسة، في الطبقة الحزبية، كما في الشارع. تقول ممثلة ولاية جورجيا في المجلس مارجوري تايلور غرين، التي تعد بين أشد المؤيدين لترامب، الأسبوع الماضي إن «الحزب له لا لأحد آخر»، لكن سبعة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ صوّتوا لصالح إدانته، بينما صوّت عشرة جمهوريين من أعضاء مجلس النواب لصالح عزله الشهر الماضي. وبينما صوّت زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل لصالح تبرئته، إلا أنه أشار إلى أن ترامب مسؤول «عملياً وأخلاقياً» عن أعمال العنف التي شهدها السادس من يناير، في إشارة إلى اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول.

توازن سياسي

الخبير في السياسة الأمريكية الخارجية الدكتور وليد فارس رأى أن تبرئة ترامب تعني أن أكثرية الحزب الجمهوري لا تزال مؤيدة له، وفي مداخلة هاتفية عبر فضائية «إم بي سي مصر»، قال إن هذه التبرئة تعكس التوازن السياسي الحالي في الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن ما حصل في مجلس الشيوخ لن يؤثر على مستقبل ترامب السياسي، وتوقّع أن يعود ترامب عبر الانتخابات النصفية، وقد يترشح في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، معتبراً أن قرار الكونغرس بالتبرئة كان «المعركة الكبرى»، لكنها كذلك معركة على مصير أو وحدة الحزب الجمهوري في الوقت ذاته، فيوم الخميس الماضي، نشرت وكالة «رويترز» تقريراً قالت فيه: إن عشرات المسؤولين السابقين بالحزب الجمهوري يجرون محادثات لتشكيل حزب منشق ينتمي ليمين الوسط، إذ يرون أن الحزب غير راغب في الوقوف في وجه ترامب ومحاولاته لـ«تقويض الديمقراطية».

وتشمل المناقشات، حسب التقرير، جمهوريين منتخبين سابقين ومسؤولين سابقين في إدارات الجمهوريين رونالد ريغان وجورج بوش الأب وابنه وترامب وسفراء جمهوريين سابقين وخبراء استراتيجيين جمهوريين.

هذه المحاولة تسلط الضوء على الشقاق الواسع داخل الحزب حول مواقف ترامب حول الانتخابات واقتحام مبنى الكابيتول. وقال بعض الجمهوريين إن «قطاعات كبيرة من الحزب الجمهوري تضفي طابع التطرف وتهدد الديمقراطية الأمريكية. الحزب بحاجة إلى إعادة الالتزام بالحق والرشاد ومثاليات التأسيس وإلا فإن الأمر يحتاج قطعاً إلى شيء جديد».

خسائر تاريخية

وهناك من يرى أن ترامب قاد الحزب الجمهوري نحو خسائر غير مسبوقة، هاري إينتين، الكاتب والمحلل السياسي في شبكة «CNN»، يعتبر أن الحزب الجمهوري عانى تحت قيادة ترامب من خسائر تاريخية على المستوى الفيدرالي في فترة قصيرة مدتها 4 سنوات، نادراً ما حدثت في التاريخ الأمريكي الحديث.

وتوقّع أن الحزب لم يعد مسيطراً على البيت الأبيض أو مجلس الشيوخ أو مجلس النواب منذ 20 يناير، وأن هذا انعكاس حاد لسياسة بدأت منذ دخول ترامب البيت الأبيض مطلع عام 2017. في ذلك الوقت، كان الجمهوريون هم من يسيطرون على البيت الأبيض ومجلسي الشيوخ والنواب. ويضيف: إن هذا لم يحصل سوى في عهد الرئيس هربرت هوفر، منذ ما يقرب من 90 عاماً، عندما عانت رئاسته خلال بدايات الكساد الكبير.

وفي حين أن الكثيرين قد يجدون صعوبة في تصديق أن رئيساً مثل ترامب ظل يتمتع بشعبية كافية للحصول على 74 مليون صوت، فإن سجله في مواجهة الناخبين يشير إلى خلاف ذلك، إذ إن ترامب تمكن من هزيمة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في أصوات المجمع الانتخابي، لكنه خسر التصويت الشعبي لصالحها.

وهذه المرة، خسر التصويت الشعبي مرة أخرى أمام جو بايدن، وأصوات المجمع الانتخابي أيضاً، وبات دونالد ترامب أول رئيس منتخب منذ بنيامين هاريسون في أواخر القرن التاسع عشر يخسر بهذه الطريقة، وقال إنتين «خلاصة القول هي أن ترامب ليس خبيراً في الانتخابات، إنه خاسر تاريخي».

كلمات دالة:
  • دونالد ترامب،
  • تبرئة،
  • مجلس الشيوخ،
  • الجمهوريين،
  • توازن سياسي
Email