اليونان وفرنسا.. تعاون عسكري يحبط مخططات تركيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

فوق قاعدة تاناغرا العسكرية اليونانية، على بعد 43 كيلومتراً شمال أثينا، تظهر أربع مقاتلات فرنسية من طراز رافال، يكاد ضجيجها يصمّ الآذان وسط أدائها حركات دائرية مثيرة في سماء اليونان الصافية.

وتقوم القوات الجوية اليونانية والفرنسية، بتدريبات مشتركة في إطار مهمة «سكيروس»، في حدث يظهر الرغبة في تعزيز التعاون العسكري بين البلدين. وفي ظل التوتر المتصاعد مع تركيا، أبرمت اليونان في 25 يناير صفقة شراء 18 مقاتلة رافال من فرنسا بقيمة 2.5 مليار يورو.

وقال الجنرال لوران ليربيت الذي يقود المهمة، إنّها الخطوة الأولى لتعزيز التعاون، معرباً في كلمة ألقاها في قاعدة تاناغرا عن سعادته بانضمام اليونان إلى نادي الدول المالكة لطائرات رافال.

ومن المتوقع، توجّه المجموعة الأولى من الطيارين اليونانيين إلى فرنسا خلال الشهر الجاري بهدف التدرب، فيما من المقرر تسلّم اليونان أولى المقاتلات في بداية يونيو المقبل. وأمام واحدة من المقاتلات، يعرب الطيار اليوناني ابوستولوس سفنتزيديس، عن أمنيته بقيادة طائرة مماثلة، مضيفاً: «لا وجود لمقاتلة بهذه الفعالية في المنطقة، ستؤمن ميزة كبيرة لليونان أمام جيرانها».

ويتيح أحدث جيل من رافال «اف-3 أر»، المساهمة في جميع مهام القوات الجوية: الردع النووي، الدفاع الجوي، القدرة على العمل في مناطق بعيدة عن القاعدة ودعم القوات المنتشرة ميدانياً.

ويقول غريغوري، طيار فرنسي: «الاستعاضة عن رافال واحدة، تستوجب ثلاث مقاتلات أو أربعاً. إنّها حقاً عنصر يمكن أن يغيّر المعطيات في مواجهة الخصم».

وتخطط أثينا لشراء طوافات ومسيّرات، وتحديث أسطولها من مقاتلات اف-16 وتجنيد 15 ألف جندي إضافي. كما أنّها أعلنت العمل على تمديد الخدمة العسكرية إلى 12 شهراً. ووقفت فرنسا إلى جانب أثينا منذ بداية الأزمة مع أنقرة، وأرسلت خلال الصيف مقاتلات رافال وسفناً في ظل نشر تركيا لسفن عسكرية واستكشافية في شرق المتوسط.

وقال وزير الدفاع اليوناني، نيكوس باناغيوتوبولوس، إنّ التقارب بين الدولتين يساهم في إرساء بيئة جيوسياسية أكثر أمناً في الإقليم، مشيراً إلى أنّ عقود السلاح والمناورات المشتركة تهدف لبعث رسالة واضحة بفضل قوة الردع.

ومن المنتظر أن تجمع مناورات «إينوكيوس» الجوية التي تنظّم سنوياً في اليونان، قوات الدولتين، في الربيع المقبل، إلى جانب العودة المرتقبة لحاملة الطائرات شارل ديغول إلى شرق المتوسط.

Email