هزيمة ترامب أشعلت غضب اليمين

جماعات متطرفة أمريكية تتحدى رؤية بايدن

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي وضع فيه الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن شعار «أمريكا متحدة» كهدف رئيسي يعالج به حالة الانقسام الداخلي في المجتمع الأمريكي، بات من بين التحديات والعقبات أمام إدارته هو التعامل مع الانتشار واسع النطاق في جماعات الكراهية والعنصرية في هذا المجتمع متعدد الثقافات والأعراق.

وأخطر ما يسعى مسؤولو الإدارة الجديدة إلى مواجهته هو زيادة نشاط تلك الجماعات ذات التوجهات المتطرفة عبر الإنترنت.

تقرير حديث صدر عن مؤسسة «إس بي إل سي» القانونية الأمريكية كشف عن وجود 320 منظمة توصف بأنها جماعات كراهية ولها فروع تقدربـ 838 فرعاً نشطاً تعمل في داخل الولايات المتحدة اعتباراً من عام 2020.

ورغم تراجع هذا العدد نسبياً عن مستواه في العام السابق 2019، لكن هذا لم يواكبه تراجع في أنشطة تلك الجماعات.

ناقوس الخطر

تقول مارجريت هوانج الرئيسة التنفيذية للمؤسسة إنه «على مدى ثلاثة عقود، حاولنا دق ناقوس الخطر بشأن تلك الجماعات، وتنامي حجمها وما تشكله من مخاطر، كما بات أكثر وضوحاً اليوم عن أي وقت مضى أن الولايات المتحدة تواجه تهديداً متزايداً من قبل المتطرفين الذين يتنامى حجمهم محلياً، ويتنوعون ما بين الميليشيات المعادية للحكومة وبين الجماعات المنادية بتفوق ذوي البشرة البيضاء».

ويشير التقرير إلى أن تزايد حالة التشابك والتفاعل بين جماعات الكراهية عبر شبكات التواصل الاجتماعي قد يكون أكثر خطراً من التجمعات المباشرة، حيث يمكن لأفراد مجهولين الدخول إلى منتديات مثل «قانون» و«بوجالو»، وغالباً ما يؤدي النشاط الافتراضي إلى جماعة أضخم من المشاركين.

أحداث الشغب

وبدورها تقول سوزان كورك مديرة المشروع المعلوماتي بمؤسسة «إس بي إل سي»، إن أحداث الشغب في مقر الكونجرس «الكابيتول» بواشنطن واقتحامه يوم 6 يناير الماضي كان تراكماً لأعوام من حالة التطرف اليميني في الولايات المتحدة، وجاءت نتاجاً لمساندة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والمتهم بتشجيع أفراد وجماعات من المتطرفين على تبني نظريات المؤامرة مع وصف الانتخابات الرئاسية السابقة بأنها «انتخابات مسروقة» والتي فاز فيها جو بايدن بالرئاسة على ترامب.

ورغم أن ترامب ولى من البيت الأبيض، فإن حركة القوميين البيض واليمينيين ما زالت تتطلع لاستعادة زمام الأمور مستقبلاً. وحمل التقرير عنوان «عام من الكراهية والتطرف» والذي تضمن تسجيل 4900 حادث قامت فيها جماعات متطرفة بالدعاية لأفكارها الأيديولوجية من خلال الأوراق الدعائية التي حملت محتوى عدوانياً وتحريضياً وعنصرياً.

وإحدى تلك الجماعات هناك واحدة تسمي نفسها «كو كلوكس كلان»، والتي طالما روجت لنظريات تفوق البيض، لكن صوتها خفت بصورة واضحة عبر السنوات لتفسح المجال لجماعات حديثة أخرى.

ويعتبر مؤلفو التقرير أن من الصعب رصد العدد الدقيق للعنصريين من أنصار فكرة تفوق ذوي البشرة البيضاء خصوصاً بعد انتقال تفاعلهم إلى المنصات الإلكترونية.

وتبقى أمام إدارة الرئيس الأمريكي الجديد أن تجد لنفسها أسلوبها الخاص لتهدئة تلك المشاعر العدائية في داخل المجتمع الأمريكي والتي كشفت عنها حوادث عدة في سنوات حكم الرئيس السابق ترامب.

Email