100 دولة لم تبدأ التطعيم.. اليابان تتريّث وتنزانيا تتمسّك بالأعشاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بينما تتزاحم الدول الغنية للحصول على حصص من لقاحات فيروس كورونا، لا تزال أكثر من مئة دولة لم تبدأ بعد في تطعيم سكانها لأسباب متعددة، منها الفقر وعدم التنظيم والاعتماد بشكل كبير على آلية «كوفاكس» لمنظمة الصحة العالمية أو بسبب عدم الاقتناع كما في حالة تنزانيا.

وكان لافتاً اليوم ما نقلته صحيفة «سيتزين» التنزانية عن وزيرة الصحة التنزانية دوروثي جواجيما قولها إنه ليس لدى بلادها أي خطط لاستيراد أي لقاح. ونقلت الصحيفة التي تصدر في العاصمة دار السلام عن الوزيرة قولها إن الوزارة لديها إجراءاتها الخاصة بها لتلقي الأدوية ولا تفعل ذلك إلا بعد رضاها عن المنتج. وأضافت في التصريحات التي أوردتها وكالة بلومبرغ أن كبير الكيميائيين في الحكومة يعمل بشأن عدد من العلاجات باستخدام المواد الطبيعية.

وقد يبدو مفاجئاً أن دولة غنية مثل اليابان لم تبدأ بعد أي حملة للتطعيم حيث يسود القلق لدى أجهزة الدولة من التطعيم المبكر بسبب سوابق تدفعها للحذر بشكل أكبر. وبحسب وكالة فرانس برس، تعد اليابان واحدة من أكثر الدول المشككة في اللقاحات وترغب الحكومة في حماية نفسها من الدعاوى القضائية الجماعية المحتملة. فقد ارتفعت هذه الدعاوى منذ السبعينات من القرن الماضي ما أدى إلى سحب العديد من اللقاحات. فمن الممكن تحميل السلطات المسؤولية عن أي آثار جانبية.

وأبرمت اليابان اتفاقات مع مختبرات فايزر وموديرنا وأسترازينيكا لاستيراد لقاحات تكفي جميع سكانها، لكنها تتريث في إطلاق حملة التطعيم. وتتحدث وسائل إعلام عن إطلاق هذه الحملة في مايو، بعد أكثر من خمسة أشهر من معظم البلدان المتقدمة الأخرى. لم يحصل أي لقاح بعد على الضوء الأخضر من السلطات التي ترغب في إخضاع اللقاحات لفحوص سريرية معززة.

أما في لبنان، بسبب أزمتين اجتماعية واقتصادية أسفرتا عن اشتباكات منتظمة بين متظاهرين والقوات الأمنية، على لبنان الاعتماد بشكل أساسي على آلية كوفاكس التابعة لمنظمة الصحة العالمية للحصول على اللقاحات، مثل 92 بلداً أخرى. وهو يعتمد كذلك على تمويل من البنك الدولي.

ومن المتوقع وصول اللقاحات الأولى من شركة فايزر الأمريكية بحلول منتصف الشهر الجاري.

في السياق، تعتمد جنوب إفريقيا الدولة الإفريقية الأكثر تضرراً بالفيروس مع تسجيلها أكثر من 44 ألف وفاة، مثل معظم دول القارة السمراء، في إمدادات اللقاح على آلية كوفاكس جزئياً وكذلك على الاتحاد الإفريقي. ومع ذلك، فقد طلبت البلاد بشكل مباشر 1,5 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا المنتج في الهند والتي تأمل أن تبدأ به حملة التطعيم في منتصف فبراير. وتلقت البلاد أول شحنة من اللقاحات أمس، وفقاً لصور بثها التلفزيون العام «سابك».

ولن تبدأ كولومبيا، وهي ثالث أكثر دولة تضرراً في أمريكا اللاتينية بعد البرازيل والمكسيك بالوباء مع وفاة 53 ألف شخص، حملة التطعيم قبل 20 فبراير.

ونددت المعارضة والسلطات الطبية بشدة بـ«تأخر» و«عدم شفافية» حملة التطعيم في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 50 مليون نسمة.

كذلك لم تبدأ البوسنة بعد حملة التطعيم رغم أنها تملك واحداً من أعلى معدلات الوفيات في العالم مع 4650 وفاة لـ3,5 ملايين شخص. وزعم الرئيس الصربي البوسني الذي يشغل الرئاسة الدولية للبوسنة ميلوراد دوديتش الذي تعرض لانتقادات شديدة أنه والقادة الآخرين «خدعوا بمسألة التوريد عبر آلية كوفاكس» التي طلبت من خلالها البلاد 1,2 مليون جرعة، لا يتوقع أن تصل قبل الربيع.

Email