أوروبا تكافح لتأمين إمدادات اللقاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

يكافح الاتحاد الأوروبي لإنقاذ السياسة التي انتهجها حول تأمين إمدادات لقاح فيروس «كورونا» المستجد وسط تأخير في جداول التسليم وغضب من الأوساط الإعلامية والسياسية بسبب سوء إدارته للأزمة وتأخر أوروبا عن حملات التطعيم مقارنة ببريطانيا التي رفضت أمس الحديث عن تقاسم جرعات اللقاح، في إشارة مبطنة إلى أنها لن تمد اليد لأوروبا في هذه المرحلة.

وتفادياً لإعلان العجز ولملمة الفشل الأولي، تحركت الحكومة الألمانية ودول الاتحاد على أكثر من جانب لسد النقص على المديين القصير والمتوسط. فقد تعهدت شركة باير الألمانية العملاقة إنتاج اللقاح الذي طورته شركة كيورفاك الألمانية أيضاً والذي قال وزير الصحة الألماني ينس شبان إن العمل جار على إصدار ترخيص باستخدامه.

وأوضح فرانتس فيرنر هاس رئيس شركة كيورفاك أن الهدف هو إنتاج 160 مليون جرعة في عام 2022. وهذه القدرات ستضاف إلى قدرات الإنتاج لدى شبكة كيورفاك الحالية والتي تبلغ 300 مليون جرعة هذا العام ومليار جرعة في عام 2022.

توفير جرعات

والأحد، أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى أن المجموعة الأنغلو-سويدية أسترازينيكا التي أثارت غضب القادة الأوروبيين بسبب التأخير في الإنتاج، ستوفر 9 ملايين جرعة إضافية عما أعلن الأسبوع الماضي، أو 40 مليون جرعة في الإجمال.

وعدت عدة شركات أدوية بتسريع إنتاج اللقاحات المضادة لكوفيد قبل وقت قصير من انعقاد قمة حول هذا الموضوع في برلين في ظل الانتقادات القاسية الموجهة للاتحاد الأوروبي بسبب إدارته للأزمة. وأعلن المختبر الألماني بايونتيك أنه سيسلم الاتحاد الأوروبي 75 مليون جرعة إضافية من لقاحه المطور مع فايزر الأمريكية في الربع الثاني من 2021.

انتقادات قاسية

ووجهت وسائل الإعلام الألمانية سيلاً من الانتقادات القاسية للاتحاد الأوروبي المتهم بأنه تأخر كثيراً في التعاقد للحصول على اللقاحات وبإساءة التفاوض مع شركة أسترازينيكا. وتسير حملة التطعيم في أوروبا أبطأ من مثيلتها في المملكة المتحدة حيث يرى مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أنه تأكيد لمزايا بريكست. وكتبت صحيفة بيلد الألمانية الواسعة الانتشار أنه «إعلان إفلاس لبروكسل، ودليل على عجز الدول الأعضاء الـ27».

وتساءلت من جانبها دير شبيغل: «كيف يمكننا، في أخطر أزمة منذ الحرب العالمية الثانية، أن نهمل إلى هذه الدرجة التزود» باللقاحات. وكتبت المجلة أنه «من الصعب تبرير» كيف خصص الاتحاد الأوروبي حزمة دعم للاقتصاد بقيمة 750 مليار يورو لمواجهة تأثيرات الوباء، ولم يستثمر سوى ثلاثة مليارات فقط لشراء اللقاحات.

إخفاقات

ويُوجه اللوم خصوصاً إلى أورسولا فون دير لايين مع مطالبة البعض، مثل حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف، برحيلها.

وأعطت إخفاقات حملة التطعيم انطباعاً بفقدان السيطرة من قبل ميركل التي تحكم ألمانيا منذ قرابة 16 عاماً وتتسبب ببلبلة حتى داخل تحالفها الحكومي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وهكذا ضاعف وزير المالية ومرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي للمستشارية أولاف شولتس هجماته على وزير الصحة ينس شبان، وبشكل غير مباشر على ميركل، عبر المطالبة «باستراتيجية تطعيم» حقيقية، الأمر الذي يُنظر إليه على أنه محاولة من الحزب الذي تراجعت شعبيته لإطلاق حملته التشريعية.

 
Email