مباحثات استكشافية بين تركيا واليونان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجرت مقاتلات تركية اليوم، مهمة تدريبية حيث حلقت في أجواء شرق المتوسط، في حين أبرمت اليونان صفقة مع فرنسا لشراء طائرات مقاتلة، وكل ذلك تزامناً مع محادثات يونانية تركية في اسطنبول، وصفها مسؤولون يونانيون بأنها «استكشافية».

ووفقاً لصحيفة «كاثيمريني» اليونانية، أنهى دبلوماسيون يونانيون وأتراك محادثات في إسطنبول، استغرقت أكثر من ثلاث ساعات.

واستقبل المسؤول الثاني في وزارة الخارجية التركية سادات أونال، وفداً يونانياً في قصر دولما بخشة في إسطنبول. وكانت هذه المحادثات حول شرق المتوسط معلقة منذ 2016 بعد تصاعد كبير للتوتر بين الجارتين.

ومع أن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس قال الأربعاء الماضي، إن بلاده تخوض هذه المحادثات بـ«تفاؤل وأمل»، لا يتوقع تحقيق أي تقدم بارز خلالها. وفي مؤشر إلى أن هذه المحادثات قد تستحيل «حوار طرشان»، لم يتفق البلدان على جدول أعمال الاجتماع.

فترغب اليونان بالبحث فقط في ترسيم حدود الجرف القاري لجزرها في بحر إيجه، فيما تريد أنقرة توسيع نطاق المحادثات لتشمل المناطق الاقتصادية الخالصة والمجال الجوي للبلدين.

وجدد نظيره اليوناني نيكوس ديندياس السبت تأكيد أهمية هذه الاتصالات، مشدداً على أنها «ليست مفاوضات» رسمية، بل «محادثات غير رسمية».

ترحيب أوروبي

ورغم الخلافات، رحب الاتحاد الأوروبي باستئناف الحوار بين البلدين، معتبراً أنه يشكل «مؤشراً إيجابياً» للعلاقات بين أنقرة وبروكسل بعد توتر مستمر منذ أشهر عدة. ففي ديسمبر قرر قادة دول الاتحاد الأوروبي خلال قمة لهم في بروكسل معاقبة تحركات تركيا «غير القانونية والعدائية» في المتوسط حيال اليونان وقبرص. وفرضت قمة الاتحاد الأوروبي عقوبات فردية على أشخاص ضالعين في عمليات التنقيب التي تجريها تركيا في شرق المتوسط.

ويرى محللون أن تركيا تسعى إلى تهدئة التوتر مع أوروبا بسبب صعوباتها الاقتصادية التي تفاقمت مع جائحة «كورونا» وبسبب انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، ومحاولة لتجنب عقوبات أمريكية وأوروبية.

طائرات رافال

وأبرمت اليونان اليوم صفقة شراء 18 طائرة رافال مقاتلة من فرنسا لتعزيز دفاعاتها وشراكتها مع باريس في مواجهة التوتر المتزايد مع تركيا المجاورة. ويشمل العقد البالغة قيمته 2.5 مليار يورو تقريباً شراء 12 طائرة مستخدمة و6 طائرات جديدة. وينص كذلك على تزويد أثينا بصواريخ عابرة من طراز سكالب، وصواريخ مضادة للسفن من نوع اكزوسيت ومضادات جوية طويلة المدى من طراز «ميتيور».

وتفاوضت الحكومتان بسرعة قياسية في شأن هذه الصفقة. واتخذ رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس قرار التفاوض في سبتمبر رداً على عمليات التنقيب عن الغاز التي قامت بها تركيا ولجوئها إلى عرض قوة في مياه المتوسط.

وستشتري اليونان ست طائرات رافال جديدة من شركة «داسو أفياسيون» ستتسلمها اعتباراً من العام 2022. إلا أن أثينا أرادت الحصول فوراً على طائرات تضمن لها تفوقاً جوياً في بحر إيجه، لذا اشترت 12 طائرة مستخدمة من باريس ستؤخذ من سلاح الجو الفرنسي.

ويبدأ تسليم هذه الطائرات الصيف المقبل على أن تتلقى أثينا الطائرات الـ 18 كلها بحلول صيف 2023 على ما أفاد مسؤول في وزارة الدفاع اليونانية. ويبدأ أربعة طيارين يونانيين التدريبات في فرنسا مطلع العام 2021.

Email