ما رأي العلماء في الفيروس المتحوّر؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ انتشر نوع الفيروس المتحور في جميع أنحاء بريطانيا، واكتُشف في الولايات المتحدة وكندا وأماكن أخرى، ينكب العلماء على دراسة هذه السلالة التي تنتشر بسهولة وأكثر سرعة.

وتدرس سارة أوتو، أستاذة جامعة «كيلام» في علم الأحياء التطوري، جامعة كولومبيا البريطانية، كيف تتحد الطفرات والاختيار لتشكيل التغييرات في السكان بمرور الوقت. وتقول لم يكن لدينا من قبل الكثير من البيانات في الوقت الحقيقي حول التطور كما هو الحال مع فيروس كورونا: تم ترتيب أكثر من 380 ألف جينوم العام الماضي، كما تنقل عنها فضائية «روسيا اليوم».

وتحور الفيروس أثناء انتشاره، ما أدى إلى اختلافات طفيفة في جينومه. وتسمح هذه الطفرات للعلماء بتتبع من يرتبط بمن عبر شجرة عائلة الفيروس.

وحذر علماء الأحياء التطورية، بمن فيهم أوتو، من المبالغة في تفسير التهديد الذي تشكله الطفرات. ولكن من حين لآخر، تمنح طفرة أو مجموعة من الطفرات، ميزة للفيروس. وتقول البيانات إن الطفرات التي يحملها المتغير الذي ظهر لأول مرة في المملكة المتحدة، والمعروف باسم B.1.1.7، تجعل الفيروس أكثر «ملاءمة».

وعندما يصبح متغير جديد شائعاً، يحدد العلماء السبب وراء انتشاره. ويمكن أن يحدث ارتفاع سريع في التردّد إذا تم إدخال متغيّر معين في مجموعة جديدة وبدء وباء محلي. وقد تفسر أحداث الصدفة ارتفاع وتيرة العديد من متغيرات «كورونا» المختلفة.

شريحة جديدة

وخلال الشهرين الماضيين، ارتفع معدل تكرار B.1.1.7 بشكل أسرع من غيره في كل أسبوع تقريباً، في المنطقة الصحية في إنجلترا. ولا يمكن تفسير هذا الارتفاع من خلال حدث مؤسس في مناطق جديدة، لأن الفيروس ينتشر بالفعل عبر أحداث محددة في المملكة المتحدة في شريحة جديدة من السكان (على سبيل المثال، بعد مؤتمر).

وحسب مصادر «روسيا اليوم»، تعود قدرتنا على تتبع تطور، إلى الجهود الهائلة التي يبذلها العلماء لمشاركة البيانات وتحليلها في الوقت الفعلي. وغيرت إحدى طفرات B.1.1.7، جزءاً من الجينوم المستخدم لاختبار «كورونا» في المملكة المتحدة، ما سمح باستخلاص صورة الانتشار التطوري من أكثر من 275 ألف حالة.

وخلص علماء الأوبئة إلى أن B.1.1.7 أكثر قابلية للانتقال، ولكن لا توجد دلائل على أنه أكثر فتكاً. ويقدر بعض الباحثين أن هذا الفيروس المتحور يزيد من عدد الحالات الجديدة التي يسببها فرد مصاب (يسمى رقم التكاثر أو Rt)، بنسبة تتراوح بين 40 و80%؛ وجدت دراسة أولية أخرى أن Rt زاد بنسبة 50-74%.

Email