لماذا تعتبر أوروبا رئاسة بايدن «فجراً جديداً»؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تطوِ الولايات المتحدة فقط صفحة الرئيس السابق دونالد ترامب، بل إن أوروبا أيضاً تخلصت من ترامب، الذي كان أكبرة قوة ضغط عليها، وأكبر داعم لقوى اليمين الأوروبية. لذلك، تتطلع أوروبا لـ «فجر جديد» من العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، مع الرئيس الجديد جو بايدن.

ملفات خلافية

وهناك العديد من الملفات الخلافية بين الطرفين، والأرجح، ستبقى خلافية حتى مع بايدن، مثل التعرفة الجمركية، وخط الغاز الروسي، والعلاقات مع الصين. لكن الاحتفاء الأوروبي، الذي ربما يكون مبالغاً به، من حيث العوائد المتوقعة من بايدن، فإنه يشير إلى أسلوب جديد في إدارة الخلافات، أكثر مما هو استعادة للتحالف الذي كان بين عملاقي حلف شمال الأطلسي، قبل وصول ترامب للسلطة.

لذلك، أعرب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، عن أمله في توثيق التعاون مع الولايات المتحدة، وقال بوضوح: «حتى عندما لا نتفق، فإن الاختلافات في الرأي، لن تفرق بيننا، ولكنها ستسمح لنا بالبحث بشكل مكثف عن حلول مشتركة».

والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، هما أكبر قوتين تجاريتين في العالم، إلى جانب الصين، وتجمعهما روابط وثيقة في مجالات الثقافة والتاريخ والأعمال والدفاع، لكن الرئيس دونالد ترامب، سعى لتهميش الاتحاد، وناصر خروج بريطانيا منه.

وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية للبرلمان الأوروبي، مبدية سعادتها بانتهاء سياسة «أمريكا أولاً»، التي انتهجها ترامب، إن العمل معاً على وضع سياسة تنظيمية رقمية عالمية جديدة، له الأولوية.

وأضافت: «هذا الفجر الجديد الذي يبزغ في أمريكا، هو اللحظة التي كنا ننتظرها»، لكنها حذرت من أن «هذا الشعور بالارتياح... يجب ألا يقودنا إلى أوهام.

ترامب سيكون من التاريخ خلال بضع ساعات، لكن أنصاره باقون». وقالت فون دير لاين، إنه قد لا يكون من الممكن «القضاء نهائياً على أي من قوى الظلام هذه»، على شاكلة التحريض الذي قاد إلى اقتحام مبنى الكونغرس (الكابيتول)، لكن يجب ألا يُسمح بتداول خطاب الكراهية والأخبار الكاذبة بحرية على الإنترنت.

من ناحيته، قال شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي «اليوم هو أكثر من مجرد انتقال. اليوم فرصة لإعادة الحيوية للعلاقات عبر المحيط الأطلسي، والتي تضررت بشدة في الأعوام الأربعة الماضية. خلال هذه الأعوام، أصبح العالم أكثر تعقيداً، وأقل استقراراً، وأصبحنا أقل قدرة على التنبؤ».

وشدد رؤساء المؤسسات الأوروبية، على أن أوروبا تريد «من جديد صديقاً» في البيت الأبيض، ودعوا بايدن إلى زيارة بروكسل، بهدف «وضع ميثاق تأسيسي جديد»، للعلاقات عبر الأطلسي.

Email