بايدن وترامب .. هل يتغلب «تصحيح المسار» على «الإرث المفجع» ؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسارع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الخطى لانتشال ولايته الرئاسية مما أسماه الأكاديمي الأمريكي، ريتشار هاس، بـ«الإرث المفجع» لإدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يقر بايدن في اليوم الأول من رئاسته، الأربعاء، سلسلة من الأوامر التنفيذية المتعلقة بالتصدي لجائحة كوفيد - 19 وتدهور الاقتصاد الأمريكي واللامساواة العرقية والتغيّر المناخي.

كما أنهى بايدن تشكيل فريقه الدبلوماسي الذي يضمّ أفراداً من إدارة باراك أوباما السابقة، ويجسّد الرغبة في إحداث قطيعة مع النهج الأحادي لإدارة ترامب، كما يهدف إلى «تصحيح مسار» السياسة الخارجية الأمريكية.

مع أنتوني بلينكن على رأس وزارة الخارجية، سيكون أمام هذا الفريق مهمة «تصحيح مسار» السياسة الخارجية، كما أكد في بيان الفريق الانتقالي لجو بايدن ونائبته كامالا هاريس، «ولكن أيضاً مهمة إعادة ابتكارها».

ويهدف بايدن من خياراته في فريقه الدبلوماسي إلى التشديد على القطيعة مع السياسة الخارجية القومية والأحادية التي اتبعها سلفه دونالد ترامب، بهدف العودة من جديد إلى خط تعددي حازم. ويريد الرئيس الجديد أيضاً «استعادة القيادة المعنوية والعالمية» للولايات المتحدة، بدعم من حلفائها. وأكد فريق بايدن أن «أمريكا ستعود جاهزة لترشد العالم إلى الطريق، وليس الابتعاد عنه».

عزل ثان

ولكن ليس من السهل توقع نجاح مذهل لبايدن. فقد بلغت عواقب أربع سنوات من حكم ترامب في البيت الأبيض إلى ذروتها في وقت سابق من هذا الشهر عندما قام حشد من أنصاره بنهب مبنى الكونغرس (كابيتول).

وقالت مجموعة تضم أكثر من 1000 مؤرخ وكاتب في رسالة مفتوحة تدعم عزلاً ثانياً للرئيس ترامب «طوال ولايته الرئاسية، تحدى ترامب الدستور وخالف القوانين والأعراف والممارسات والسوابق، التي يتعين محاسبته عليها الآن وبعد مغادرة منصبه». وأشرف الرئيس ترامب أيضاً على سياسة خارجية ابتعدت عن الحلفاء الأوروبيين، وأشعلت حرباً تجارية مع الصين.

وربما يتمكن بايدن بسرعة من علاج تأثير إرث ترامب في بعض القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية. فأوروبا، على سبيل المثال، تستقبل رئاسة بايدن بأذرع مفتوحة بعد سنوات من سياسات ترامب المريرة تجاه المنطقة.

وكتب ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية: «بينما كان العالم يشهد اضطراباً متنامياً بالفعل، وبينما كان النفوذ الأمريكي يضمحل بالفعل، قام ترامب بتسريع وتيرة هذين التوجهين بشكل مثير». وأضاف هاس في تقرير لوكالة فرانس برس: «خلاصة القول هو أنه يسلم بلداً وعالماً في حالة أسوأ بكثير مما ورثهما، وهذا هو إرثه المفجع».

تزامناً، بدئ العمل بإجراءات أمنية هائلة في واشنطن وكذلك في عواصم عدة ولايات خشية أعمال عنف من جانب مؤيدي دونالد ترامب يوم التنصيب الأربعاء.

مكانة أمريكا

أعلن رون كلين أحد كبار مستشاري بايدن، أن الرئيس المنتخب يريد التصرف بسرعة «لإعادة مكانة أمريكا في العالم». وقال كلين الذي سيتولى منصب كبير موظفي البيت الأبيض إن «الرئيس المنتخب بايدن سيتحرك ليس فقط من أجل إصلاح الأضرار الأكثر خطورةً التي تسببت بها حكومة (الرئيس دونالد) ترامب، ولكن أيضاً من أجل فتح المجال أمام البلاد للتقدم».

مشيراً إلى نية الرئيس الجديد إعادة بلاده إلى اتفاق باريس للمناخ. ويقضي أحد المراسيم الـ12 المعلن عنها برفع منع دخول الأراضي الأمريكية عن مواطني عدة دول ذات غالبية مسلمة، الذي فرضه ترامب بعد أيام فقط من توليه المنصب عام 2017.

Email