أي دور لعبه «كورونا» في ملف الهجرة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

2020 عام سيبقى محفوراً في تاريخ البشرية، حيث شهد وباءً غير مسبوق لا يزال يهدد العالم في أنظمته الصحية وفي اقتصاده، إذ سارعت الدول بعد ظهور «كورونا» في مدينة ووهان الصينية أواخر عام 2019 وتفشيه لاحقاً في أرجاء المعمورة إلى فرض عدة إجراءات وشهدت العديد من الدول حالة إغلاق غير مسبوقة سواء داخلياً أو خارجياً، ولا تزال إلى الوقت الراهن في حال إغلاق منعاً لكارثة تطيح بالنظام الصحي.

إجراءات كان لها أثرها على جميع مناحي الحياة غير أنها لم تحول دون استمرار مغامرات الهجرة غير الشرعية نحو دول القارة العجوز، فرغم تلك القيود المفروضة جراء الفيروس التاجي فإن تقارير تحدثت عن خمسة أشخاص يموتون يومياً في طريق الهجرة إلى أوروبا.

وذكرت منظمات إنسانية أن مئات المهاجرين ينامون في أماكن مفتوحة أو في مبانٍ مهجورة وسط درجات حرارة متجمدة خلال الشهر الجاري، حيث اجتاحت الثلوج جبال شمال غرب البوسنة والهرسك. واضطر بعض أولئك الذين يقيمون في مخيم المهاجرين المدمر إلى الاستحمام في الجليد بسبب نقص المرافق الساخنة أو الإبلاغ عن حفاة القدمين للحصول على الطعام.

البرد القارس هو آخر معاناة في ملحمة تكشفت منذ سنوات، واتخذت منعطفاً مظلماً الشهر الماضي، عندما اضطرت المنظمات الإنسانية إلى تفكيك مخيم ليبا بعد اعتباره غير آمن. عندما تم إجلاء المهاجرين، دمر حريق معظم الخيام هناك، ما أجبرهم على البحث عن ملجأ في مبنى المخيم المدمر أو في المباني المهجورة والمناطق الحرجية المجمدة المحيطة به.

وتوفي ما يقرب من 1800 مهاجر على الطرق المؤدية إلى أوروبا أو داخل القارة خلال العام الماضي، على الرغم من القيود الحدودية المفروضة بسبب فيروس كورونا، حيث أكد مسؤولون في وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة أن عدد الوفيات المسجلة على طرق الهجرة انخفض خلال 2020، إلا أن الصعوبات الناجمة عن جائحة كوفيد 19، وما يسمى «السفن الغارقة غير المرصودة» يعني أن الأعداد الحقيقية ربما يكون أعلى بكثير.

وكشف تقرير «المهاجرين المفقودين» الصادر عن المنظمة الدولية للهجرة الجمعة بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين، أن هناك 3174 وفاة مسجلة العام الماضي مقابل 5327 في 2019.

وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن «تراجع الوفيات المسجلة للمهاجرين ليس بالضرورة مؤشرا على أن العدد تراجع بالفعل في 2020 لأن كوفيد 19 يمثل أيضاً تحدياً لقدرتنا على جمع البيانات حول الوفيات التي تحدث أثناء الهجرة وعلى مراقبة طرق محددة». وقال الناطق باسم المنظمة بول ديلون إن 593 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط من إفريقيا إلى جزر الكناري الإسبانية خلال 2020، مقارنة بـ210 في عام 2019. وقال: «هناك ثغرات خطيرة تهدد الحياة في مراقبة هذه الطرق»، داعياً الحكومات إلى تكثيف عمليات البحث والإنقاذ في البحر المتوسط. وفي أمريكا الجنوبية، لقي ما لا يقل عن 104 مهاجرين معظمهم فنزويليين حتفهم، أي أكثر من ضعف الأعداد التي شهدتها السنوات الأخيرة.

ومن حيث حجم الهجرة نحو دول أوروبا، احتلت الجزائر المرتبة الرابعة بعد كل من سوريا المغرب وتونس.

وتصدر السوريون قائمة الجنسيات التي حاولت بلوغ دول الاتحاد الأوروبي، في رحلات منظمة في عام 2020، يليهم المغاربة والتونسيون ثم الجزائريون، في حين انخفضت نسبة الأطفال في رحلات الهجرة غير الشرعية خلال العام الماضي.

Email