ترامب يطوي صفحة الانتخابات ويدعو لتضميد الجراح

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال حادثة اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي تشعل الرأي العام داخل الولايات المتحدة وخارجها، في وقت تتجدد فيه المساعي لمساءلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمرة الثانية بغرض عزله، بعد يومين من اقتحام حشد من أنصاره مبنى الكونغرس (الكابيتول).

وفي حين دعت الأمم المتحدة، ترامب، إلى التنصل من اللغة «شديدة الخطورة» بشأن نتائج الانتخابات، أعلن الرئيس الأمريكي أنّه لن يحضر مراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير الجاري وسط مناقشات بالبيت الأبيض بشأن مغادرة ترامب واشنطن في اليوم السابق لحفل التنصيب.

وتعهد الرئيس الأمريكي بمواصلة دعم أنصاره وبأن يكون لهم «دور كبير» بعد يوم من نشره مقطع فيديو يعد فيه بانتقال سلس للسلطة، إثر إقرار الكونغرس رسمياً فوز بايدن بانتخابات الرئاسة غير أنه دعا إلى المصالحة وتضميد الجراح.

وكتب ترامب على تويتر قائلاً إن «نحو 75 مليون شخص ممن أدلوا له بأصواتهم سيكون لهم دور كبير في المستقبل ولفترة طويلة. لن يتعرضوا للازدراء أو يعاملوا بطريقة ظالمة بأي شكل من الأشكال أو بأي طريقة». وفي وقت سابق، دعا ترامب إلى المصالحة وتضميد الجراح، مندّداً بما أسماه هجوماً مشيناً شنه مناصروه على مقر الكونغرس.

وفي شريط فيديو اعتمد فيه لجهة مختلفة تماماً، قال الرئيس الأمريكي، إنّه ساخط إزاء أعمال العنف التي ارتكبها مئات من أنصاره الذين اقتحموا مبنى الكابيتول.

وأضاف: «لقد عشنا للتوّ انتخابات شديدة الوطأة والعواطف لا تزال جياشة، لكن ينبغي التحلي بالهدوء، ينصب تركيزي الآن على ضمان انتقال هادئ ومنظّم وسلس للسلطة، هذه المرحلة تتطلّب تضميد الجراح والمصالحة». ولفت ترامب إلى أنّ المتظاهرين دنسوا مقر الديمقراطية، مضيفاً: «إلى هؤلاء الذين خالفوا القانون، ستدفعون الثمن».

بالموازاة، أعلن ناطق باسم الفريق الانتقالي لبايدن أنه يركز على الاستعداد لتسلم السلطة ويترك للكونغرس ومايك بنس نائب ترامب «التصرف بالشكل الذي يرونه مناسباً» في مسألة مساءلة الرئيس والتعديل 25 بالدستور.

وأدلى الناطق آندرو بيتس بهذا التصريح رداً على سؤال من وكالة «رويترز» عن دعوات مساءلة ترامب وعزله على الفور بعد أن هاجم أنصاره مبنى الكونغرس (الكابيتول) أول من أمس.

لغة عنيفة 

من جهتها، قالت الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شمداساني، إن «ترامب وغيره من الزعماء السياسيين استخدموا تلك اللغة التي تحض على العنف والكراهية في الحديث عن نتائج الانتخابات الرئاسية واقتحام مبنى الكونغرس في واشنطن هذا الأسبوع». وأضافت، خلال إفادة عبر الإنترنت، أن «هذا النوع من اللغة التحريضية قد يكون شديد الخطورة».

في الأثناء، أكد السناتور الأمريكي الجمهوري بن ساس، أنه لا يمانع بحث مواد المساءلة بحق الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بعدما حض الرئيس مؤيديه على الزحف إلى مبنى الكونغرس، حيث وقعت أعمال شغب أسفرت عن مقتل خمسة.

وقال ساس في مقابلة مع «سي.بي.إس نيوز» «في مجلس النواب، إذا اجتمعوا وشرعوا في عملية. سأدرس بالتأكيد أي المواد التي يمكنهم استخدامها لأنني، وكما وصلني، أرى أن الرئيس لم يحترم القسم الذي أداه».

مساءلة فورية 

ودعا كبار زعماء الديمقراطيين في الكونغرس، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، إلى إجراءات مساءلة فورية، حال رفض نائب الرئيس، مايك بنس، والوزراء في إدارة ترامب، اتخاذ خطوات لإزاحة الرئيس الجمهوري عن السلطة.

مشيرين إلى أنّ ما أسموها تصرفات الرئيس الخطيرة والمثيرة للفتنة، تتطلب إقالته فوراً من منصبه، متهمين ترامب بالتحريض على تمرّد.

ويعارض مايك بنس وعدد من الوزراء، اللجوء إلى التعديل الخامس والعشرين للدستور لإجبار ترامب على التنحّي عن منصبه، إذ يرون أنّ إجراء كهذا من شأنه أن يزيد من الفوضى الحاليّة في واشنطن بدلاً من حلحلتها. ولم يتردّد البيت الأبيض، في إقالة مستشار بوزارة الخارجية، بعدما أعرب عن غضبه إزاء اقتحام مبنى الكونغرس، ودعا إلى رحيل ترامب صراحة. 

بدوره، اتهم الرئيس الأمريكي المنتخب، ترامب بشنّ هجوم لا هوادة فيه على المؤسسات الديمقراطية. وقال بايدن في خطاب من معقله في ويلمنغتون بولاية ديلاوير: «يوم أمس كان في نظري أحد أحلك الأيام في تاريخنا»، واصفاً من شارك في أعمال الشغب التي حصلت في الكابيتول بأنهم إرهابيون.

تيار الاستقالات 

واستمر تيّار الاستقالات الجارف في إدارة ترامب، ففيما أصبحت وزيرة التعليم، بيتسي ديفوس، ثاني عضو في الحكومة يتقدّم باستقالته، أفادت وسائل إعلام أمريكية، بأنّ رئيس شرطة الكابيتول، ستيفن سوند، سيستقيل اعتباراً من 16 يناير الجاري.

إلى ذلك، توفي رجل شرطة، تعرض لإصابات فيما كان يواجه المتظاهرين أثناء اقتحامهم مبنى الكابيتول. وذكرت الشرطة في بيان، أنّ رجل الشرطة كان يواجه أعمال الشغب وأصيب بينما كان يشتبك جسدياً مع المتظاهرين، ليعود إلى مكتب كتيبته ويصاب بالإغماء ويتوفى على الفور.

 
Email