الكونغرس يتعرض لأول اقتحام منذ العام 1814

ترامب يقر بهزيمته ويتعهد بـ«انتقال منتظم» للسلطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في إقرار واضح بهزيمته في الانتخابات، تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، بـ«انتقال منتظم» للسلطة في 20 يناير الجاري، غداة العنف الذي رافق اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول زارعين الفوضى والذعر، ومثيرين صدمة في الولايات المتحدة والعالم.

وجاء ذلك بعد دقائق على مصادقة الكونغرس على انتخاب جو بايدن رئيساً، في آخر مرحلة قبل تنصيبه رسمياً، في عملية كان يفترض أن تكون شكلية، لكن الصور التي لم يكن بإمكان أحد أن يتخيلها والتي التقطت من داخل مبنى الكابيتول العريق الذي يضم الكونغرس في واشنطن، ستدخلها التاريخ.

وفي ختام يوم قد يكون كارثياً لمستقبله السياسي، تعهد ترامب بمغادرة البيت الأبيض في نهاية ولايته، غير أنه استمر رغم ذلك في تصريحاته بحصول تزوير.

وأعلن نائب الرئيس الجمهوري مايك بنس في منتصف الليل، وبعد رد اعتراضات عدد من النواب الجمهوريين، المصادقة على فوز بايدن بأصوات 306 من كبار الناخبين مقابل 232 لدونالد ترامب.

الاقتحام الخطير

وكان لمشاهد الأحداث داخل مبنى الكابيتول العريق في واشنطن وقع الصدمة. فقد اجتاز حشد من المتظاهرين الذين كانوا يلوحون برايات بعضها كتب عليه «ترامب رئيسي»، الحواجز الأمنية أمام مقر الكونغرس واقتحموا المبنى وخربوا مكاتب ودخلوا إلى قاعات، مردّدين أن الانتخابات الرئاسية مزورة.

وقالت الشرطة إن امرأة، يعتقد أنها من أنصار ترامب جاءت من جنوب كاليفورنيا، قضت إثر إصابتها بالرصاص وإن ثلاثة أشخاص آخرين لقوا حتفهم في المنطقة في ظروف لم تتضح بعد.

ووصف بايدن أحداث العنف بأنها «تمرد». وقال من ولاية ديلاوير، مسقط رأسه، «نظامنا الديمقراطي يتعرض لهجوم غير مسبوق». وأضاف «هذا ليس اعتراضاً. إنه إخلال بالأمن وفوضى. ويكاد يصل إلى الفتنة». ويقول المؤرخون إنها المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام الكونغرس منذ العام 1814 عندما أحرقه البريطانيون خلال حرب 1812.

وفي إجراء غير مسبوق، حجبت منصات تواصل اجتماعي تسجيل ترامب معتبرة أنه يفاقم العنف. وعلق موقع «تويتر» حسابه، محذراً الرئيس من حظر دائم في حال عدم التزمه بقواعد النزاهة المدنية.

دوامة قاتلة

وتزامنت الفوضى في الكابيتول مع فوز الديمقراطيين بمقعدين في مجلس الشيوخ في انتخابات فرعية بولاية جورجيا، ما يكرس هيمنتهم على الكونغرس ويمهد الطريق أمام بايدن لتمرير تشريعات بدءاً بمساعدات إغاثة في أزمة «كورونا».

واعتبر الرئيس السابق باراك أوباما أعمال العنف «مخزية» لكنها ليست «مفاجئة». وأضاف «سنخدع أنفسنا إذا قلنا إنّ ما حدث كان مفاجأة تامّة»، ملقياً باللوم على قادة الحزب الجمهوري ووسائل الإعلام الموالية لهم لأنهم «غالباً ما كانوا غير راغبين في إخبار أتباعهم بحقيقة أن بايدن حقّق فوزاً كبيراً في الانتخابات».

وشنّ الرئيس الأسبق الجمهوري جورج دبليو بوش هجوماً عنيفاً على القادة الجمهوريين الذين أجّجوا حالة «التمرّد» التي شهدها مبنى الكابيتول والتي تليق بـ«جمهوريات الموز وليس بجمهوريتنا الديمقراطية».

ولم يتبق سوى أسبوعين لترامب في البيت الأبيض. ومع تراجع نشاطاته العامة منذ أسابيع وتقارير عن عدم قدرته على التعاطي مع الأمر الواقع، ذكرت وسائل إعلام أن الحكومة تبحث بتكتم مسألة عزله كونه غير أهل للمنصب، بموجب التعديل الـ 25 للدستور.

وكتب جميع الأعضاء الديمقراطيين في اللجنة القضائية بمجلس النواب في رسالة إلى نائب الرئيس مايك بنس أن «استعداد الرئيس ترامب للتحريض على العنف والاضطرابات الاجتماعية لإلغاء نتائج الانتخابات يتطابق مع هذا المعيار».

Email