فوضى واقتحام وحديث عن «انقلاب».. ما الذي يجري في محيط الكونغرس؟

مجموعة من أنصار ترامب بعد اقتحام الكونغرس / أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

اقتحمت مجموعة من مؤيدي الرئيس الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونغرس، تسود مخاوف من تفشي الفوضى في العملية السياسية الأمريكية بعد إصرار ترامب على عدم الاعتراف بالهزيمة.

وقالت شرطة الكونغرس إن أفراداً اخترقوا المبنى وموجودون في منطقة القاعة المستديرة، وأبلغت أعضاء مجلس النواب بأن يأخذوا أقنعة الغاز من تحت مقاعدهم وأن يكونوا مستعدين لوضعها.

وأمرت الشرطة بإخلاء أبنية في مقر الكونغرس كما وجهت الأوامر إلى الموظفين بمغادرة مبنى "كانون" وجناح آخر كبير يضم مكاتب بعدما دعا ترامب مؤيديه إلى الاعتراض على المصادقة على فوز جو بايدن خلال جلسة خاصة مشتركة لمجلسي الكونغرس في واشنطن.

وقالت النائبة نانسي مايس في تغريدة "لقد أخليت مكتبي للتو في مبنى كانون بسبب تهديد قريب. ونرى الآن محتجين يهاجمون شرطة الكابيتول". واعلن رئيس بلدية واشنطن فرض حظر للتجول اعتبارا من الساعة السادسة مساءً في ظل احتجاجات لأنصار ترامب.

ويأتي هذا التطور في ظل انضمام بعض الجمهوريين إلى ترامب في الاعتراض على نتائج الانتخابات، رغم ان غالبية الجمهوريين ما زالت ترفض الطعن في النتائج، وتريد المضي قدماً بفوز الرئيس المنتخب جو بايدن.

واعتبر زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر أن الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس الذين يعترضون على فوز بادين في الانتخابات يدعمون "محاولة انقلاب".

ومن غير المرجح أن يؤثر أنصار ترامب على المشهد السياسي في شيء، حيث ضمن جو بايدن، سلطة تشريع القوانين كاملة مع سيطرة الحزب الديمقراطي على الغالبية في مجلس الشيوخ، بعد فوز مرشحيْها في ولاية جورجيا، ليخسر الحزب الجمهوري آخر خط دفاع قوي له في وجه البرنامج التشريعي الواسع لإدارة بايدن.

وأشاد جو بايدن بفوز الديمقراطيين المرجح بالغالبية في مجلس الشيوخ واعتبر ذلك مؤشراً إلى رغبة الأمريكيين في المضي قدماً، داعياً إلى التعاون بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وقال بايدن في بيان هنأ فيه المرشحين الديمقراطيين على فوزهما المرجح بمقعدي ولاية جورجيا في مجلس الشيوخ، «حان الوقت لطي الصفحة. يطالب الشعب الأمريكي بالتحرك ويرغب في الوحدة. أنا متفائل أكثر من أي وقت مضى أنه بإمكاننا تحقيق الأمرين».

وسيحصل الديمقراطيون على خمسين مقعداً في مجلس الشيوخ تماماً مثل الجمهوريين لكن الدستور الأمريكي ينص على أن نائبة الرئيس المقبلة كامالا هاريس سيكون لها الكلمة الفصل في التصويت لتميل الدفة لصالح الديمقراطيين.

ويمثل أداء الديمقراطيين في هذه الولاية الجنوبية المحافظة تقليدياً، صفعة قاسية للحزب الجمهوري. وإذا تأكد النصر المزدوج، فإن الجمهوريين، بعد خسارتهم البيت الأبيض، سيخسرون أيضاً مجلس الشيوخ.

وهاجم ترامب، الذي تزداد عزلته، بشراسة معسكره الجمهوري قبل أن يصادق الكونغرس على فوز جو بايدن. ووصف ترامب قادة الجمهوريين بأنهم «ضعفاء» و«مثيرون للشفقة»، في كلمة أدلى بها أمام تجمع لأنصاره تحت سماء ملبدة بالغيوم، وقد بدا البيت الأبيض خلفه.

وأصر ترامب على رفضه الهزيمة بقوله «لن نستسلم أبدًا. لن نتنازل أبدًا»، قبل دقائق من بدء الكونغرس في إجراء شكلي بحت، تسجيل تصويت كبار الناخبين لصالح خصمه الديمقراطي. وقام أعضاء في الكونغرس بالاعتراض على فوز بايدن في ولاية أريزونا لإبطاء عملية المصادقة على النتائج. وحث ترامب نائبه مايك بنس على رفض التصديق على فوز بايدن بالانتخابات، إلا أن بنس رفض الاستجابة لطلب ترامب.
 

 

Email