«شيءٌ ما».. سلاح ترامب الأخير في معركة الرئاسة

trump

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد مكالمته المسربة التي يطلب فيها «إيجاد أصوات» تقلب النتيجة في جورجيا، تقلّصت خيارات الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، للبقاء في البيت الأبيض، لكنه يراهن على «شيء ما» كخيار وحيد متبق لمنع الرئيس المنتخب من دخول البيت البيضاوي.

هذا الـ «شيء ما» الذي يراهن عليه ترامب يتعلق بجلسة الكونغرس غداً للمصادقة على نتائج الانتخابات، وهي جلسة ليست شكلية في منظور القوانين الأمريكية، وسيكون لنائب الرئيس مايك بنس (الجمهوري) دور مؤثر في المجرى الإجرائي.

ونقل موقع «سكاي نيوز عربية» عن ترامب قوله، إن المحكمة العليا خذلته عندما رفضت قبول دعوى تقدم بها للطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أنه ينتظر «شيئاً ما» يفعله نائبه بنس غداً، معتبراً أن مهمته ومهمة مرشحي الحزب الجمهوري في جورجيا كيلي لوفلر، وديفيد بيردو، هي «منع اليسار الراديكالي من سرقة أصوات الناخبين».

وخلال تجمع انتخابي لدعم مرشحي الحزب الجمهوري في ولاية جورجيا، أعرب ترامب عن أمله في أن «يقوم نائبه مايك بنس بشيء ما لصالح حملة الرئيس الانتخابية»، في إشارة إلى الجهود التي يبذلها أعضاء جمهوريون في الكونغرس للاعتراض على نتائج الانتخابات.

ومن المقرر أن يتم التصديق على نتائج انتخابات المجمع الانتخابي، غداً، وهي عملية يشارك فيها بنس عبر إعلانه العد النهائي لأصوات المجمع.

مقعدا الشيوخ

وتأتي تصريحات ترامب في ظل احتدام المنافسة على مقعدي مجلس الشيوخ في الولاية، التي شهدت ليل الاثنين الثلاثاء، تجمعاً انتخابياً في عاصمتها أتلانتا لدعم مرشحي الحزب الديمقراطي رافاييل وورنوك وجون أوسوف شارك فيه الرئيس المنتخب جو بايدن.

وتقرر إعادة انتخاب عضوي مجلس الشيوخ عن الولاية، بعدما لم يحصل مرشحو الحزبين الديمقراطي والجمهوري على نسبة الحسم في انتخابات نوفمبر الماضي.

وقبل ساعات من التجمعين الانتخابيين، فند مسؤول الانتخابات في جورجيا الجمهوري غابرييل ستيرلينغ ادعاءات ترامب، وقال إن سلطات الولاية شهدت تصويتاً وفرزاً نزيهاً، وستضمن نزاهة انتخابات مجلس الشيوخ أيضاً، وفق ما تنص عليه قوانين الولاية.

ويصوّت الناخبون في جورجيا مرة أخرى اليوم، لانتخاب عضوين في مجلس الشيوخ عن الولاية. ويمكن أن تحدد النتيجة هوية مجلس الشيوخ.

جلسة الكونغرس

وتتجه أنظار الجميع إلى جلسة الكونغرس غداً للمصادقة على نتائج المجمع الانتخابي. فبحسب القانون الفيدرالي، يجتمع الكونغرس برئاسة نائب الرئيس الأمريكي في 6 من يناير لفتح شهادات مختومة من كل ولاية تحتوي على قائمة أصوات المجمع الانتخابي.

ويقوم ممثلو كلا المجلسين من الحزبين بقراءة النتائج وإجراء إحصاء رسمي، ليعلن بعدها رئيس مجلس الشيوخ وهو نائب الرئيس مايك بنس الجمهوري، رسمياً الفائز بالانتخابات، ولكن يحق لأي عضو الوقوف وتقديم اعتراض مكتوب على تصويت ولاية معينة لأي سبب من الأسباب.

وهنا يأتي دور رئيس مجلس الشيوخ الذي يستطيع إسقاط الاعتراض أو قبوله. وفي حال قبوله، يتم تعليق الجلسة المشتركة، ويدخل مجلسا النواب والشيوخ في جلسات منفصلة للنظر فيه. ولقبول الاعتراض يجب أن يوافق مجلسا الكونغرس عليه بأغلبية بسيطة، وإذا لم يتفق كلاهما يتم احتساب الأصوات الانتخابية الأصلية من دون تغيير.

اعتراف الخاسر

وتنقل قناة «الغد» الفضائية عن كبير المستشارين السابق للبيت الأبيض، جمال هلال، قوله إن اعتراف المرشح المنهزم بخسارته يعد حلقة مهمة تعطي الشرعية والمشروعية للرئيس المنتخب، وهو الجانب الأهم، ومن ثم لا بد من إعلان خطاب الانهزام.

وأشار إلى أن ما يحدث الآن هو رفض ترامب الإعلان عن الهزيمة في الانتخابات، كما أنه في الأسبوع الماضي كان عدد الجمهوريين الذين يعترضون على النتيجة شخص واحد فقط، أما الآن فأصبح في مجلس النواب ما يقرب من 140 عضواً، وبمجلس الشيوخ حوالي 12 آخرين، فإذا تم الاعتراض أثناء عملية التصديق، سيكون نائب الرئيس في موقف محرج.

وتابع: «الآن التساؤل مع من يقف أعضاء الكونغرس الأمريكي؟ هل يقفون مع المنظومة والنظام الأمريكي، أم مع شخص؟ حتى الآن جميع قضايا ترامب في المحاكم وعددها 60 خسرها جميعاً، وربما في النهاية حتى لو حدث تعثّر في التصديق سيتم التصويت والتصديق على نتيجة الانتخابات».

حكومة ظل

وأوضح أن ترامب سيمثل حكومة الظل ضد سياسة بايدن، وسيواصل تضييق الخناق عليه، وذلك بناء على السلوك الذي عُرف عنه قبل انتخابه رئيساً وأثناء فترة رئاسته، ومن ثم سوف يستخدم وسائل التواصل ليعلق ويعقب على كل شيء، ويزيد من فكرة أن الانتخابات غير شرعية والرئيس الموجود غير شرعي، ولذا ربما كان إعلان «تويتر» أنه سيلغي حساب ترامب بعد تنصيب بايدن، وقد يلجأ ترامب لوسائل أخرى.

وأشار إلى أن ترامب سيظل على هذا الأمر فترة من الزمن ولن يترك بايدن، غير أنه سيأخذ بعض الوقت، ثم لا يهتم الناس بما يكتبه، لافتاً إلى أن ترامب لن يستسلم ولن يعترف بسهولة بهزيمته، وكذلك فريقه، ومن ثم أمريكا سوف تسلك طريقاً صعباً، مؤكداً أن الـ 16 يوماً المقبلة ستكون صعبة للغاية في أمريكا.

وتكتسب الجلسة المنتظرة للكونغرس للمصادقة على فوز بايدن أهمية تزداد كلما زاد تمسك ترامب بمشروعه لإلغاء نتائج الانتخابات. الجميع في أمريكا والعالم يترقب الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل الشائق من «بطولة» بايدن، وإخراج دستور عمره يربو على المائتي سنة.

Email